في استجابة لمطالب ساكنة مدينة مكناس، وتفاعلًا مع الشكاوى المتزايدة بشأن مشاكل الإنارة العمومية، عقد السيد العباس المغاري، رئيس جماعة مكناس، اجتماعًا موسعًا لمناقشة هذا الملف الحساس، بحضور عدد من المسؤولين المعنيين. وقد شارك في هذا اللقاء كل من السيد خالد غولام، باشا المدينة، ونائبه محمد البختاوي المكلف بقطاع الإنارة العمومية، إضافة إلى زكريا بقدير، نائب الرئيس المكلف بالموارد المالية والناطق الرسمي باسم المكتب، ومحسن السرغيني، رئيس قطاع الكهرباء بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس (RADEM)، فضلًا عن مسؤولي مصلحة الصيانة بالجماعة.
تم خلال الاجتماع استعراض مختلف المشاكل والمستجدات المرتبطة بقطاع الإنارة العمومية، خاصة تلك التي تفاقمت خلال الفترة الأخيرة، حيث تم التطرق إلى الأعطاب المتكررة التي تعرفها بعض الأحياء والتجمعات السكنية، إلى جانب حالات التخريب التي تعرضت لها مجموعة من التجهيزات الأساسية لهذا القطاع الحيوي. كما استعرض الحاضرون خلاصات التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات المحلية والأمنية بشأن هذه الاعتداءات، والتي أظهرت أن بعض الأعطاب نتجت عن أعمال تخريبية، بينما تعود أخرى إلى تقادم البنية التحتية وضعف الصيانة الدورية.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجماعة والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس لمعالجة هذه الإشكالات، إلا أن حجم المعضلات المتراكمة منذ سنوات لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا، وهو ما يتطلب استثمارات إضافية وإصلاحات جذرية. وقد أشار رئيس الجماعة إلى أن حجم الانتظارات والآمال المعقودة على المكتب الحالي يستوجب تكثيف الجهود وتعبئة جميع الموارد المتاحة من أجل تحسين جودة خدمات الإنارة العمومية.
وفي هذا السياق، أكد السيد العباس المغاري أن الجماعة تعمل بتنسيق مع مختلف الشركاء، من سلطات محلية وأمنية وتقنية، من أجل مواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى أن الجماعة ستتخذ خطوات عملية وتدخلات استعجالية لتحسين الوضع، خصوصًا في المناطق الأكثر تضررًا. كما دعا إلى تعزيز برامج الصيانة الدورية وتخصيص إمكانيات إضافية لتحديث شبكة الإنارة العمومية، بما يضمن استمرارية الخدمات وتحقيق تطلعات الساكنة.
يظل ملف الإنارة العمومية من القضايا الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة اليومية للمواطنين، مما يستوجب تظافر الجهود بين مختلف الفاعلين لضمان خدمات إنارة عمومية فعالة ومستدامة.