تقوم وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، بزيارة رسمية إلى المغرب في الفترة الممتدة من 16 إلى 18 فبراير 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين وتفعيل الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط في أكتوبر الماضي. وتأتي هذه الزيارة في سياق الدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات المغربية الفرنسية، والتي تسعى إلى إرساء “شراكة استثنائية” تشمل مختلف المجالات الثقافية والفنية.
تسعى داتي، من خلال هذه الزيارة، إلى وضع الأسس العملية لتنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها بين الفاعلين الثقافيين في كلا البلدين، خاصة في قطاعات السينما، ألعاب الفيديو، الأرشيف، والتراث. ومن المنتظر أن تستهل الوزيرة الفرنسية برنامج زيارتها من العاصمة الرباط، حيث ستترأس وفدًا يضم مسؤولين من المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة، والمكتبة الوطنية الفرنسية، والمعهد الوطني للسمعي البصري، والمعهد الفرنسي، ومركز الآثار الوطنية، والمعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية. وخلال وجودها في العاصمة المغربية، ستشرف داتي على توقيع سلسلة من الاتفاقيات التي تهدف إلى إطلاق تعاون فعلي في مختلف المجالات الثقافية، مع التركيز على تبادل الخبرات، وتعزيز القدرات، ودعم المشاريع المشتركة بين المغرب وفرنسا.
الزيارة لن تقتصر على الرباط، إذ ستشمل أيضًا جولة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث سترافق رشيدة داتي نظيرها المغربي، مهدي بنسعيد، في زيارات لمدن طرفاية والعيون والداخلة، ما يجعلها أول وزيرة ثقافة فرنسية تقوم بجولة رسمية في الأقاليم الصحراوية المغربية. وتهدف هذه الجولة إلى دعم الفاعلين الثقافيين المحليين وتعزيز المشاريع الثقافية التي تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة. كما ستلتقي داتي بعدد من الجمعيات والتربويين، في إطار سعي باريس إلى تعزيز حضورها الثقافي بالمغرب، من خلال مبادرات جديدة تشمل مجالات الابتكار والإبداع الفني.
تأتي هذه الزيارة في ظل تحولات استراتيجية في السياسة الفرنسية تجاه شمال إفريقيا، حيث تسعى باريس إلى توطيد علاقاتها مع المغرب عبر شراكات جديدة تدعم القطاعات الإبداعية والصناعات الثقافية، خاصة في مجال إنتاج ألعاب الفيديو والسينما. ويعكس هذا التوجه رغبة فرنسا في تعزيز حضورها الثقافي في المنطقة، في وقت يشهد فيه المشهد الجيوسياسي تحولات كبرى تؤثر على التوازنات الإقليمية.