الهزة الأرضية التي ضربت عدد من المناطق بالمغرب غير مقلقة وغير مخيفة.
هرع عدد من المواطنين في مدن مغربية مختلفة، ضمنها العاصمة الرباط والدار البيضاء وطنجة والقصر الكبير ووزان وفاس ومكناس ….، إلى الشوارع بعدما اهتزت الأرض تحت أقدامهم في حدود الساعة 23:48 دقيقة من ليلة الاثنين 10 فبراير 2024.
واستشعر الهزة الأرضية، التي تجاوزت قوتها حسب بيانات أولية 5 درجة على سلم ريشتر، وحددت بؤرتها في جماعة “بريكشة” نواحي مدينة وزان، ساكنة مدن الرباط والدار البيضاء وفاس ومكناس وطنجة والعرائش ، بالإضافة إلى مدة الشمال، مركز البؤرة.
وقد بلغت قوة الهزة 5 درجات على سلم ريشتر بعمق 10 كيلومترات، وسجلت على بعد 7 كيلومترات من قرية سوق القلة نواحي العرائش، وعلى بعد 26 كيلومتر من القصر لكبير، حسب المعهد الأمريكي للجيوفيزياء.
ومن جانب آخر، أفاد كادم عبد الغاني أستاد الجغرافيا الطبيعية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، بأن زلزالا بقوة 5.2 على سلم ريشتر ضرب، مساء الاثنين 10 فبراير الجاري, منطقة قريبة من مدينة القصر الكبير ، وأحس بقوتنا عدد من سكان مدن مختلفة عادي وغير مقلق أو مخيف ….
وقال الأستاد عبد الغاني كادم الذي سبق له أن أشرف على مؤتمر دولي نظم بطنجة حول الزلازل والكوارث الطبيعية ، جاء دلك مباشرة بعد زلزال الحوز، إنه “كما هو معروف فإن الزلازل لا تقتل الناس، بل المباني هي التي تقتلهم. بحيث تعتبر المباني التي تفتقر إلى التنظيم ونقص الدعم الهيكلي من العوامل القاتلة المحتملة في المناطق ذات المخاطر الزلزالية العالية”.
وأكد عبد الغاني في نقل عن البحوث والآراء الأكاديمية، أن “النشاط الزلزالي ليس ظاهرة غير عادية بالمغرب”، لافتا إلى أنه تفاديا لوقوع ضحايا “يجب أن تكون قوانين البناء إلزامية، ويجب تحديثها بشكل دوري. ومع تعلم المزيد عن جيولوجيا الزلازل وتأثير الزلازل على المباني، يجب تحديث قوانين البناء بانتظام”، مواصلا: “هذه هي أفضل طريقة لحماية أنفسنا من هذه الظواهر الكارثية. وعلى المخططين والحكام الإقليميين أن يعرفوا ذلك ويأخذوه بعين الاعتبار
وأضاف عبد الغاني أن تاريخ الزلازل في المغرب يمتد لقرون، حيث يقع المغرب في منطقة تتعرض لنشاط زلزالي بسبب موقعه بالقرب من تقاطعات الصفائح التكتونية. إليك بعض المحطات البارزة في تاريخ الزلازل في المغرب:
1 – زلزال فاس في عام 1755، وقعت كبريات الزلازل في تاريخ المغرب وهو الزلزال الذي دمر مدينة “فاس”، والذي شهد خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
2 – زلزال أكادير (1960) – يعد أحد أعنف الزلازل في تاريخ المغرب، حيث ضرب مدينة أكادير في 29 فبراير 1960، وأسفر عن مقتل حوالي 15,000 شخص ودمر المدينة بالكامل.
3- زلزال الحسيمة : وهو زلزال شهير حدث في شمال المغرب في 24 فبراير 2004. بلغت قوتها 6.3 على مقياس ريختر، وقد أسفر عن وفاة العديد من الأشخاص وتدمير العديد من المباني. أثر هذا الزلزال بشكل كبير على المناطق المحيطة بمدينة الحسيمة وأدى إلى جهود إنسانية واسعة لمساعدة المتضررين وإعادة بناء المناطق المتضررة.
4 – الزلزال الذي أثر على طنجة في عام 2004، سجل زلزال بقوة 6.4 درجات على مقياس ريشتر قرب طنجة، مما أدى إلى خسائر مادية ولكن دون أن تسجل وفيات كبيرة.
5 – زلزال الحوز الدي حدث في 8 سبتمبر 2023، وكان مركزه في منطقة الحوز قرب مراكش . وبلغت قوة الزلزال 6.8 درجة على مقياس ريشتر، وأدى إلى أضرار كبيرة في المناطق المحيطة، بما في ذلك مدينة مراكش. كما تضررت العديد من المباني ووقعت خسائر بشرية ومادية. بحيث استجابت السلطات المغربية بتحرك سريع لتقديم المساعدات للمتضررين وإجراء عمليات البحث والإنقاذ.
كما نبه الأستاد عبد الغاني كادم إلى التأثيرات الثقافية والاجتماعية وقال أن ” الزلازل في المغرب لم تكتف بتدمير البنية التحتية ولكنها أيضاً شكلت ثقافة أجيال، حيث أدت إلى تغييرات في التفكير حول البناء والتخطيط العمراني لتخفيف من آثار الزلازل مستقبلاً….وزلزال الحوز كان أكبر درس لنا جميعا في اتخاد الإجراءات الاستباقية للوقاية من شر الزلازل …..وأضاف دات المتحدث أن إجراءات السلامة والتكيف بعد الزلازل الكبيرة، جعلت الحكومة المغربية تطلق حملات لإعادة تأهيل المباني وتعزيز أساليب البناء لتعزيز مقاومة الزلازل.
وكل هذه الأحداث تبرز أهمية فهم الزلازل وضرورة التكيف مع هذه الظواهر الطبيعية. إد بات من الضروري أن تستمر الجهود في مجال البحث والتطوير لتقليل آثار الزلازل المستقبلية وتوعية السكان حول كيفية التصرف أثناء الزلازل