وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ، خلف هجوم لفصائل معارضة على حلب أزيد من 410 قتلى الشيء الذي أفقد قوات الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على المدينة .
وبهذه السيطرة أصبحت حلب خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع عام 2011 ، حيث تمت السيطرة على جل أحيائها من طرف هيئة تحرير الشام و فصائل حليفة لها .
و استقبل الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد بدمشق وزير خارجية إيران عباس عراقجي ، و أكد بهذه المناسبة على ضرورة دعم الحلفاء و الأصدقاء لسوريا بغية التصدي لهذه الهجمات ، كما توعد على استخدام القوة ضد الإرهاب ، ومن جهته فقد أكد وزير خارجية إيران على دعم بلاده للسلطات السورية .
وفي سياق متصل يلقى الجيش السوري دعما من القوات الجوية الروسية بمحافظات إدلب (شمال غرب )و حماة (وسط) وحلب (شمال) ،وقد تمكنت هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا من السيطرة على عشرات البلدات بمحافظتي إدلب و حماة وذلك بعد الهجوم المباغث الأربعاء المنصرم و الذي يعد الأعنف منذ سنوات بمحافظة حلب ، و باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية شمال حلب فقد أصبحت هيئة تحرير الشام و الفصائل المعارضة تسيطر على باقي المدينة .
تتخد هيئة تحرير الشام إدلب معقلا لها مع فصائل سورية أخرى أقل نفوذا ، وقد صنفت الأمم المتحدة هذه الهيئة “إرهابية” والتي تمكنت من السيطرة على المطار الدولي لحلب و أغلبية الأحياء بالإضافة إلى العديد من القرى و المدن بإدلب و حماة و التي تعد بالعشرات حسبما أكده المرصد ، و الذي أكد كذلك على مقتل 412 على الأقل من بينهم 61 مدنيا نتيجة الهجوم الخاطف بشمال سوريا يوم الأربعاء المنصرم و الذي شنته فصائل معارضة ، و قد أسفر هذا الهجوم كذلك على مقتل 137 بصفوف قوات النظام و الميليشيات و 214 بصفوف الفصائل و 61 قتيلا مدنيا .
وفي هذا الإطار فقد أثار التصعيد الميداني ردود فعل إقليمية و دولية حيث أعربت دول عن قلقها إزاء هذا التصعيد وهي روسيا و إيران حليفتا الأسد و تركيا الداعمة لفصائل معارضة .
وفي بيان مشترك صدر يوم الأحد لكل من الولايات المتحدة و فرنسا و ألمانيا و المملكة المتحدة تم التأكيد على ضرورة حماية المدنيين و البنية التحتية ووقف التصعيد بسوريا .
كما أكدت الأردن على وقوفها إلى جانب سوريا و دعم استقرارها و سيادتها و وحدة أراضيها حسبما أكده الملك عبد الله الثاني الأحد المنصرم في اتصال مع “محمد شياع السوداني” رئيس الوزراء العراقي .
و في سياق متصل فقد دعى “بيدرسون” المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ، الأطراف المعنيين إلى “الإنخراط السياسي العاجل و الجاد لحقن الدماء و التركيز على الحل السياسي” مؤكدا على العواقب الوخيمة لهذا النزاع على السلام الإقليمي و الدولي .
يذكر أنه و منذ سنة 2011 استنزف هذا النزاع المدمر الإقتصاد السوري و أدى إلى تشريد و تهجير أزيد من نصف السكان ، كما تسبب في مقتل أزيد من نصف مليون شخص حيث و بالرغم من تراجع حدة المعارك في السنوات الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من التوصل إلى تسوية النزاع .
دنيا البغدادي beladinews.ma