إن المقامرة أو ألعاب الحظ أو الرهان عبارات تصب في خانة واحدة و هي اللعب من أجل الحصول على المال ، فعند المقامرة يتم دفع المال مقابل احتمال المكسب أو الخسارة وفي هذا الصدد فغالبا ماتكون فرصة المكسب ضعيفة ، ويمكن تلخيص أسباب إدمان القمار في التفكك الأسري وبعض الإضطرابات العقلية مثل اضطراب ثنائي القطب و الوسواس القهري و كذلك غياب الرقابة على المراهقين و التي تعتبر من أكثر الفئات المعرضة للإدمان على القمار .
لقد تم تصنيف القمار المرضي على أنه اضطراب التحكم في الإندفاع حسب الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين ، بعد ذلك صنف إدمان القمار بشكل مشابه لإدمان العقاقير حسب ماجاء به الإصدار الخامس للدليل التشخيصي و الإحصائي للإضطرابات النفسية و بذلك تم الاعتراف بمصطلح القمار .
يعتبر إدمان المقامرة أو ما يصطلح عليه أيضا باضطراب المقامرة استعدادا للمخاطرة بشيء ذي قيمة كالمال على أمل كسب شيء ذي قيمة أكبر ولايمكن السيطرة على الرغبة في المقامرة على الرغم من نتائجها السلبية ، و في هذا الصدد فتقوم المقامرة بتحفيز جهاز المكافأة في الدماغ مثل المشروبات الكحولية و المخدرات الشيء الذي يؤدي إلى طريق واحد هو الإدمان حيث يستمر المقامر في ملاحقة الرهانات التي تؤدي به إلى الخسائر و تستنزف مدخراته و قد توقعه في الديون ، كما قد يقع في فخ السرقة و كذلك الإحتيال بغية توفير المال لإنفاقه على هذا الإدمان .
و في ذات السياق فيشيع القمار القهري عادة بين الرجال أكثر من النساء ، و يمكن حصر مضاعفاته في المشاكل المالية و فقد العمل و سوء الحالة الصحية و المشاكل القانونية أو السجن ، ولتجنب لعب القمار و التغلب عليه يجب على الشخص المدمن أن يتجنب الأشخاص الذين يلعبون القمار و الأماكن التي يتم لعب القمار بها .
بالنسبة للمغرب فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يشاركون في القمار إلى حوالي 3.3 مليون شخص في عام 2021 حسبما أفاد به المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية ، حيث أشار إلى أن المقامرين المغاربة الذين تهددهم مخاطر مفرطة يشكلون 40٪ من مجموع المقامرين .
وقد أدت رقمنة العديد من أشكال المقامرة إلى تفاقم الظاهرة حيث لم تعد الحاجة إلى زيارة الأماكن المخصصة لهذا الغرض ، كأوراق اللعب و الرند و اليانصيب و المراهنات الرياضية.
وقد أصبحت مواقع المقامرة الإلكترونية تجذب عشرة أضعاف إجمالي عدد زوار المنصات القانونية والتي أصبحت منافسا قويا للجهات الفاعلة الرئيسية في هذا القطاع ، مثل اليانصيب الوطني والكازينوهات حسب ما أفاد به تقرير المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية و الذي أكد على غياب إستراتيجيات لمحاربة السلوك الإدماني بالمغرب و المرتبط بالمقامرة الإلكترونية ، كما أشار التقرير إلى ضرورة تأطير ألعاب المقامرة عبر الأنترنت و ذلك باتخاد إجراءات عملية مع الحرص على مكافحة السلوك الإدماني و توعية مستعملي القمار بمخاطره .
دنيا البغدادي beladinews.ma