متابعة محسن الأكرمين.
بعد أن دخل النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم مرحلة الكُمون جراء إعلان خالد تعرابت أنه سيستقيل من مهامه كرئيس. اليوم بدت بعض الحلول الممكنة في اختيار ملمح الخلافة على رأس جمعية الكوديم لكرة القدم. ففي خبر من قلب الحدث، فقد تم التوصل إلى اتفاق مبدئي في تولي السيد نضال لحلو (المستثمر السياحي) رئاسة النادي خلفا لخالد تعرابت.
نضال لحلو من أسرة عريقة، تعز وتعشق النادي، وتدعمه ماديا ومعنويا، قد لا يختلف الشارع المكناسي بتاتا حول هذا الاسم الذي سيتولى قيادة النادي المكناسي، فهو يلاقي الترحيب والإجماع.
قد لا نستبق الأحداث المتراكمة، والتي تبدو غير أكيدة بنهاية تمام السيناريوهات النهائية والمخارج القانونية، ونقول: بأن الكوديم بحق ستكون بأياد آمنة ولا خوف عليها. نعم، قد يكون الشكر السبقي لخالد تعرابت الذي صنع العبور الآمن للكوديم من الهواة نحو قسم الصفوة الأول. رئيس سجله التاريخ كتابة (لا شفهيا) باعتباره المنقذ الأول للكوديم من الإفلاس ومن الاندحار. رئيس نجح في مهامه، ورغم ذلك صُنعت أمامه مجموعة من العراقيل والمطبات (ذات التلوينات السياسية). صُنع ضده (بلوكاج) من (الهضاضرية) الكبار ومن مخربي النجاحات. فالمدرجات بالملعب الشرفي تم ترييبها لأجل الإصلاح المستعجل، قبل أن يحتفل الجمهور واللاعبون والمكتب المسير والرئيس بيوم الصعود، وتسجيله في مذكرة التاريخ، فبئس كل المناوشات السياسية البئيسة بمدينة مكناس!!
اليوم قد يخرج خالد تعرابت مرفوع الهامة يمشي، بعد أن مهد استمرارية القانون والمأسسة الفعلية بالنادي، وبلا محاباة ولا ارتجالية شعبوية. قد يخرج من الباب الواسع وغير الضيق كما كان يرغب بعض أعداء النجاج من داخل (الهيكل). فإذا كان هذا التوافق المبدئي الأولي أكيدا، فإن استحضار القانون والتمرير يجب أن يكون كذلك بغاية (فضلى) كما يعبر عنه الجميع (لأجل الكوديم قد ينتهي الخلاف).
اليوم، قد لا نوافق خالد تعرابت في إشهار استقلالته عشية الجمع العام ليوم (25 يوليوز 2024)، بل التأني والروية إلى غاية التصويبات الممكنة وتمرير كرة الرئاسة بسلاسة، في جمع عام انتخابي (عادي) وبدون فجوات قانونية مُهلكة وقاتلة.
أقول: أن خالد تعرابت رفع العارضة العليا في التنظيم والتسيير، وهندسة الاستراتيجيات الممكنة. رفع مؤشرات ومعايير العمل نحو الاحتراف وضمان البقاء. رفع من قيمة تحصين الفريق من كل الشوائب العالقة ومن المخترقين (البحلاسة)، فباتت الكوديم في مأمن من (الشناقة) ومن (المفلسين) ومن بؤس (السياسيين) والسياسة النفعية.
اليوم أُراهن أن الرئيس الاستشرافي نضال لحلو، من بين شروطه الأساس والخفية (إسداء النصح والمساندة والدعم من قبل خالد تعرابت)، و أن هذا الشرط لازم ويبقى عالقا في الالتزامات الأخلاقية. أن من بين شروطه تخفيف التخندق وفتح باب المكاشفة والحكامة، وتوزيع المهام للأصلح.
ما بعد الجمع العام الانتخابي قد يتحمل نضال لحلو أصعب مهمة في التاريخ الكرة بمكناس، وهي أن تتولى أمرا كان ناجحا بمقاييس حصرية متتالية. سيكون على نضال لحلو خلق فريق متجانس، ومتحرك بعمل الايجابية والاحترافية. سيكون على الرئيس المستقبلي استبعاد التعثرات الممكنة للنادي وصناعة التميز والنوعية، سيكون على الرئيس الجديد فتح قنوات التواصل مع الداعمين الرئيسية، فهل ينجح نضال لحلو في اختراق هذه المهمة المستحيلة(Mission Impossible) وصناعة النوعية؟