محسن الأكرمين.
المشكلة الأساس في تشكيلة مكتب جماعة مكناس الجديدة، أنها تحمل أشخاصا ممن يفكرون بحد طول ظلهم في شأن التنمية والمدينة. المشكلة العويصة أن الحلول البسيطة الراكعة، بدت تعتلي أجوبة المسؤول الأول، وبات التنمية البئيسة توازي ( حديقة/ مصباح/ إصلاحات/ تصويبات/ وترميم…). رؤية طلاء (العكار) لا تنفع مكناس بتاتا، فالساكنة باتت مطالبها تزداد حجما، وتتسع علوا في سقفها، ويصعب ضبطها يوم عقاب الصناديق !!!
من الأصعب حين لا تقدر أن تبني رؤية إيجابية عن مستقبل التمكين. حين تتوافد عندك السلبيات بكثرة، من مكونات المكتب (كلشي باغي حقه من الوزيعة)، ومن ذاك الائتلاف(17حزبا)، وكأن مكناس أنتجت البلقنة القاتلة. من تم نقول: أن عقد سبحة ائتلاف(17حزبا) في الأغلبية، يمكن أن يتشتت في أي لحظة، وأن اللحمة التواصلية الفعالة لن تكون سلسة بيد الرئيس، بل ستتحكم الذاتية والخلفيات الصامتة والبعيدة !!
أصعب تدبير سياسي يمرُّ بمكناس الآن، يوجد بيد الرئيس جواد بحجي. إنها أغلبية لن نجد شبيها لها !! إلا وهي جمرة من نار السياسية الحارقة. الرئيس دخل على معيقات مالية وديون متراكمة والباقي استخلاصه، والتي حتما ستزيد كما ستزيد الديون وفوائدها. الرجل دخل على ملفات حارقة، ومدينة تنتج المشاكل اليومية المستجدة والمستديمة. الرجل باتت البسمة لا تلازمه من شدة ثقل مسؤولية التكليف، ومن حجم الملفات العالقة. وقد يفارقه الهدوء، ولا يمكنه أن يضرب مرة ثانية على المكتب أمام من يمثل الساكنة والمدينة !!
لذا (لي تلف تا يشد الأرض). نعم، قد نتعاطف مع الرجل الذي يحمل تجربة عملية وعلمية. لكنا، قد نخاف عليه حقا (فطنجير مكناس سخون، وحمامو بارد). خوفنا عليه لا فزع فيه، فخبرته يمكن أن تنجيه من فخاخ تنتعش بالمكائد والطواحين الهوائية الكبرى من داخل تشكيلة الأغلبية ومن خارجها. ومن هذا، فقد نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس، بالمدينة والساكنة خيرا، فالمدينة قد ترتد عليكم عقابا، ويتحقق تكهن مثال: (اطلع تأكل الكرموس نزل شكون لي قالها ليك).
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس، بترتيب أولويات بالنفعية والقرب من الساكنة والمدينة . فالساكنة أضحت تبحث عن مدينة ذكية متكاملة، لا سياسة (قدي وعدي). تبحث عن الالتقائية بين التهيئة الحضرية والبرنامج الملكي لتثمين المدينة العتيقة، تبحث عن سبل التوظيف الأمثل لمواردها، لا الاستهلاك السلبي لمقوماتها الأساسية.
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس، بالقطب المؤسساتي والذي تحت إمرته. من خلال إصلاح الإدارة، وتجويد الأداء والخدمات. فالإدارة تشكل عائقا أوليا بالمدينة من خلال المماطلة التي تحول دون قضاء المواطن لمآربه براحة وارتياح، نوصيه بقيادة التغيير نحو التأسيس لإدارة ذكية قائمة على الشق المعلوماتي.
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس، بالقطب الاجتماعي، فالمدينة تعيش بطالة الفئة النشيطة (18% ). فقد لا يمتلك السيد جواد بحجي حلولا مباشرة للتشغيل، وليست بيده حتما. ولكن، عليه الترافع عن أحقية المدينة في المشاريع الكبرى، ولما حتى استغلال علاقاته السياسية والحزبية لأجل تحريك الاستثمار.
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس، بالقطب الاجتماعي، والفوضى التنظيمية الداخلية للمدينة بطغيان الأنشطة غير المهيكلة العشوائية، واحتلال الملك العام بدون سند قانوني. نوصيه بالهندسة التنظيمية الواضحة للمدينة، وبالرؤية البنائية التنموية التشاركية.
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس، بالقطب الاقتصادي، على أن يكون وفيا لهندسة استقطاب المال، وبناء جمالية مدينة تحفز الاستثمار والسياحة.
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس بالتشاركية، والشد على كل أيدي سياسي المدينة لأجل ترافع قوي لا يقسم كثلة المدينة السياسية. نوصيه خيرا، بدعم ومواكبة خدمات يضمنها الدستور كحق (التعليم /الصحة/ التشغيل/السكن…).
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس خيرا ، بالقطب الثقافي، ولن نحثه على تلك الشراكات المستغلة للثقافة والفن بلا أثر عائد على المدينة. نحثه ألا (يُأكَل مال المدينة العام من طرف زعطوط الطبل والغيطة). نحثه على أن تبقى الثقافة رزينة ونظيفة لا رخوة بيد من يستغلها لحاجة في نفس زيد وعمرو. نوصيه خيرا، بالثقافة وصناعة علامة حصرية للمدينة، وإنشاء مشاريع فنية وترفيهية كبرى.
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس خيرا، بالرياضة ومعادلة المساواة بين كل الأنواع الرياضية والأندية بالمدينة، بتكافؤ فرص الدعم. نوصيه خيرا بالتمييز الايجابي تجاه النادي المكناسي فرع كرة القدم فهو رافعة البداية لكل تنمية تمكين بالمدينة.
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس، بالاحتراس وعدم ملامسة تلك المشاكل الفزعة للرياضة بمكناس، وبأن يكون الحكم العادل غير الحامل للورقة الحمراء !!! نوصيه بعدا عن كل بهرجة صورة، وخرجات إعلامية غير محسوبة العواقب، و من كل مريد طيع ومهرول.
- نوصي أعضاء المجلس، ثم نوصي السيد الرئيس خيرا، بالمجتمع المدني باعتباره ركيزة دستورية تشاركية. نوصيه ليس بالدعم المالي، فهو حق من حقوق المجتمع المدني. نوصيه بأن يكون كل دعم مالي شفاف، وبناء على مرتكزات ومشاريع تخدم البرنامج العام لعمل الجماعة (2021/2027) المتوقع.
هي الوصايا العشر، السيد الرئيس جواد بحجي، وسادتي كل أعضاء مجلس جماعة مكناس. وآخر الوصايا ما عليك السيد الرئيس إلا الاعتكاف بالقصر البلدي وحيدا ومع تلك الملفات السوداء التي وقعت على استلامها، قبل الجلسة العامة لدورة أكتوبر وميزانية البداية… !!!