هيئة التحرير.
أجمع حضور الأيام الصيدلانية، التي تم افتتاحا يوم 10 ماي 2024، بنادي الصيادلة بمكناس أن الكلمة الرسمية الافتتاحية التي ألقها الدكتور الصيدلي سعد بحاجي تعتبر خارطة طريق للمؤتمر العلمي، وعلى أهمية هاته الكلمة نوردها كما يلي:
في البداية أود أن أشكركم على اختياركم مدينة السلاطين مكناس كمدينة ركيزة لهذا المؤتمر الذي نتمنى أن تكون مخرجاته بالنوعية في الخلاصات والجودة في التوصيات العلمية والمهنية، والذي سيكون إن شاء الله غنيا من خلال بوابات برنامجه العام الذي يحفل بالتفكير الجماعي التشاركي المسموع حول المنظومة الصحية والصيدلانية. ولما لا، جعل من هذا اللقاء حوضا ومتنفسا ديمقراطيا للمساءلة حول معالم مغرب الصحة المستقبلي، في أفق إرساء الكرامة وتكافؤ الفرص للولوج إلى خدمات الصحية.
حضرات السيدات والسادة:
كما لا يخفى عليكم لزاما، فقد حظيت مصفوفة المنظومة الصحية والصيدلانية الوطنية بعناية ملكية، حيث كانت دعوات جلالته غير ما مرة تروم إلى تبني سياسات عمومية فعالة وناجعة، والحث على إرساء منظومة صحية ذات جَدْوى وجاذبية، تَسْتجيب عموما لتطلعات جُلِّ المواطنين والمواطنات، وتأخذ بعين الاعتبار الدروس المستخلصة من الأزمة الصحية التي عاشتها بلادنا على غرار باقي دول العالم (كورونا).
وقد تجسد هذا العطف المولوي في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ( 21) لعيد العرش المجيد حين قال جلالته في منطوقه السامي: “… إن العناية التي أُعْطِيها للمواطن المغربي، وسلامة عائلته، هي نفسها التي أَخُصُّ بها أبنائي وأسرتي الصغيرة . . . ” ( انتهى كلام جلالة الملك ).
حضورنا الكريم:
من هذا المنطلق السامي لجلالته، فإن الغرفة النقابية لصيادلة مكناس الكبرى والنواحي التي أتشرف بِتَيْسِيرِ شؤونها العامة، تَعِي جيدا الأولوية الوطنية التي يحظى بها قطاع الصحة والصيدلة، كقطاع استراتيجي ومندمج عند عموم المواطنين المغاربة، وهذا ما يزكي توجه المملكة نحو تعزيز معالم الدولة الاجتماعية…
حضورنا…
نعم، لنصفق على ذواتنا كمهنيي الصيدلة، لنفتخر بأننا قاطرة (بُراق) ضمان السلامة الصحية السريع لكل تغيير وتحديث في المنظومة.
نعم، لِنَكُنْ نحن الصيادلة نحمل رؤى إستراتيجية ذات جدوى تروم نحو بحق نحو تَجْسِيرِ تفكير الجَدوى في صناعة خارطة طريق للإصلاح تكون عميقة، وذات جذري لكل مكونات المنظومة الصحية عموما. وما مهنة الصيدلة على وجه التخصيص إلا البوابة الرسمية التي ستمكن المغاربة من الاستفادة من خدمات صحية تستجيب للتطلعات والانتظارات.
حضرات السيدات والسادة:
اليوم (أصبح الوقت ضدنا)، فرغم كل المحاولات الإصلاحية التي عرفها القطاع الصحي في السنوات السابقة، والتي عموما لم تبلغ في مُجْملها مُنْتهى غاياتها الكبرى، ومن باب المسؤولية الأخلاقية والمهنية للصيادلة، والتي تربطنا بالمواطنات والمواطنين، كان لا بد من الضروري تجاوز منطق الإصلاحات الجزئية ( لا مال …لا علاجات…)، في اتجاه إحداث ثورة حقيقية في المعاملات الصحية وبرؤية واضحة تمكن بلادنا من منظومة صحية وصيدلانية عادلة، وتَضْمن المساواة وتكافؤ الفرص في الولوج للصحة والمناولات الدوائية، وتضمن الاستفادة من خدمة عمومية لائقة، تُوثق لاستعادة الثقة في المنظومة الصحية برمتها.
أيها الحضور الكريم:
اليوم، نتحمل المسؤوليات التاريخية لرفع صوت الصيدلاني عاليا، وبناء التخطيط الإيجابي لمستقبل المهنة والمهنيين والمهنيات. نَرْفع تَصَوُرَاتِنَا الشمولية والمتكاملة الجدوى، لتخطي رؤية (خيبة الأمل والقلق الذي يُغذي نوعا ما الاستياء …فإن ذلك لا يفضي إلا إلى حالة اليأس في الخوف عموما على قطاع الصحة…).
اليوم، تفكيرنا يجب أن يُترجم في حدود بُلوغ مستويات عليا من التنمية التي تكون فيها مهنة الصيادلة من بين الرافعات الأساس لها، وهذا المستوى يبدو في نظري المتواضع مُمْكنا وذا جاذبية علمية ومهنية.
اليوم، منظومة الصحية الوطنية تعرف زخما إصلاحيا غير مسبوق على مدى تاريخها، والغاية الفضلى تتحد في بلورة عرض صحي لفائدة المواطنين يليق بكرامتهم ويستجيب لتطلعاتهم، وفق منظور إصلاحي يقوم على:
أولا: اعتماد حكامة ناجعة للقطاع برمته في علاقته الأفقية المندمجة، والتدبيرية العمودية.
ثانيا: تثمين العنصر البشري الصيدلاني في مجال المشاورات وتدبير المخاطر الصحية.
ثالثا: تطوير خدمات البنيات الصيدلانية وفق قانون التجديد على المستوى الترابي الوطني.
رابعا: رقمنة المنظومة الصحية الوطنية والصيدلانية في علاقتها مع المواطنين.
حضرات السيدات والسادة:
إصلاح المنظومة الصحية يجب أن يكون لزاما في توافق مع رؤى ومصالح الصيادلة العليا، وهذا المطلب لا يحتمل التأخير ولا التسويف، لذا لا بد من اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الاستعجالية. لابد من هنا نحن الصيادلة الحضور، وباسم كافة مكونات الجسم الصيدلاني من رفع التعبئة الاستثنائية لكل الفرقاء في تزكية مطالب الصيادلة العادلة، وفي المشاركة الفعالة والمتفاعلة في إطلاق الإصلاحات الجوهرية التي يعيشها القطاع الصحي، ومن هنا تتجسد الغيرة الوطنية التي تجمعنا خدمة للمواطنات والمواطنين.
حضرات السيدات والسادة؛
يمكننا وبكل افتخار أن أقول لكم، إن بلادَنَا تمكنت بحمد الله وتوفيقه، وبفضل التوجيهات الملكية السامية، من بلوغ نتائج جد متقدمة في تنزيل ورش إصلاح المنظومة الصحية، الشيء الذي سيمكن من تيسير الولوج للخدمات الصحية وتحسين جودتها وأدائها، بشكل عادل ومنصف، ويضمن تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وهذا لن يزيدنا نحن الصيادلة والصيدلانيات إلا إسرارا وحرصا على مواصلة تأهيل مُكَوِنِ الصيدلاني، تكريسا لركائز الدولة الاجتماعية، وللتمكن من الولوج للخدمات الصيدلانية.