محسن الأكرمين.
صديقي فؤاد الفاطمي لا يَكِلُّ من طلب قد يعتبره حق من حقوق الصداقة بيني وبينه. فؤاد الفاطمي من ناس مكناس الطيبين، يؤثث المدينة القديمة حضورا، كما يستوطن طيلة يومه المدينة الجديدة (حمرية) ذهابا وإيابا. فؤاد الفاطمي، يتنقل من مكان لآخر له معارف ُكثر، ومن يعطفون عليه بالطوعية والأريحية. فؤاد الفاطمي، يخبر التواصل الفعال، ويقدر على إقناعك بكلماته البسيطة المتقطعة، وغير ما مرة يتوقف عندما يشاهدني ويبتسم، ويقول: (صاحبي) اُكتب عَنِّي… يعطيوني كروسة !!
يوما، لم أقدرْ أن أقهر فؤاد الفاطمي في طلب مقدور، ولم أتجنب الحديث معه بمتسع الإنصات، وإعطائه قسطا وفيرا من الاهتمام، بل أستمع إليه برفق ومودة، وأُوجه له بعض النصائح والتوجيهات، وأنا أعلم بالتمام أن فؤاد الفاطمي لا يقرر له أحد في مسار مطالبه، بل هو من يقرر فيما تحتاجه حياته، ومشروعه العمري.
فؤاد الفاطمي يحمل نسبة ذكاء ليست بالهينة، وفطنة قلت في هذا الزمن، رغم أنه في وضعية إعاقة، ويصنف نفسه من ذوي الاحتياجات الخاصة. فؤاد الفاطمي، يصنف معارفه حسب انتماءاتهم السياسية والحزبية. فؤاد الفاطمي يُكافح العيش بأنفة رجل في وضعية إعاقة، والبحث عن رزق الحلال، ولو بالإحسان التوددي من أجل أمه وأسرة المتعلقة بموارد مدخوله اليومي. فؤاد الفاطمي يحمل ذاكرة سياسية قريبة وبعيدة، ويخلق المتوازنات بين الماضي بمكناس والحاضر، وحتى مستقبل المدينة عندما شارك في مشاورات (برنامج عمل مجلس جماعة مكناس)، ومرات عديدة يَلعن السياسة والسياسيين ومن يدور في فلكهم من المتطفلين و (البَحْلاَسَة).
في عهد (لَمْعلمْ الكبير) كما أحب تسميته، رئيس مجلس جماعة مكناس سابقا عبد الله بوانو، فؤاد الفاطمي تم تسليمه مفاتيح مرافق النظافة، لأجل إدارتها والاشتغال بها، والاستفادة من مدخولها المالي اليومي، إنها بحق كانت رؤية ومبادرة متبصرة من المجلس (السابق) على إمداد فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة بمصدر رزق مستديم، وعمل رزق يومي لأجل ولوجيات التمكين.
لكن، فؤاد الفاطمي، أرجع المفاتيح برسالة منه إلى رئيس مجلس جماعة مكناس، وكانت حينها تحمل مبررات وتسويغات ذات بعد تدبيري حين لم تقدر تلك المبادرة الفضلى من ضمان كرامة عيش له ولأسرته. اليوم، مطالب فؤاد الفاطمي باتت بسيطة في نيل عربة من المبادرة الملكية للتنمية البشرية لأجل إحداث مشروع له بدخل يومي مستديم.
صديقي فؤاد الفاطمي، كلما ألتقي به يخاطبني (اكتب عني ربي يحفظك يا ابن الأكرمين). اليوم من خلال فؤاد الفاطمي، ومن غيره من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، ألتمس من الدولة الاجتماعية والسلطات الترابية بعمالة مكناس بمد يد العون لفؤاد الفاطمي وغيره. أطالب ببعض ما ورد من التضامن الدستوري ومكفولي الأمة لهذه الفئات في وضعيات إعاقة ووضعيات خاصة لأجل ضمان الكرامة وجودة الحياة، ولما حتى تحقيق مطمح السعادة (والرفاه للجميع). أطالب بتخصيص نسبة من دكاكين (زين العابدين بالهديم) لهذه الفئات دعما لهم (ن)، بلا مقابل ولا كراء. أطالب مع فؤاد الفاطمي بمنحه عربة لإنجاز مشروعه العمري، وطموحه الشخصي.
