قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الجمعة، بالجماعة الترابية بئر انزران، التابعة لإقليم وادي الذهب، بزيارة ميدانية خصصت للاطلاع على تقدم أشغال مشروع تحلية مياه البحر لري مدار فلاحي سقوي على مساحة 5 آلاف هكتار.
وهكذا، تفقد المسؤول الحكومي، الذي كان مرفوقا بوالي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب علي خليل، ورئيس المجلس الجهوي الخطاط ينجا، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية ومسؤولين بالوزارة، مكونات هذا المشروع التي تشمل محطة لتحلية مياه البحر ومحطة للطاقة الريحية وشبكة للري بقدرة إنتاجية تناهز 37 مليون متر مكعب في السنة، من أجل ري 5 آلاف هكتار وإنتاج المياه الصالحة للشرب لفائدة الجهة.
ويهدف هذا المشروع الرائد بجهة الداخلة – وادي الذهب، الذي يتم إنجازه وفقا للتعليمات الملكية السامية، في إطار استراتيجية الجيل الأخضر والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، اللذين أطلقهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى تثمين المؤهلات الجهوية واستدامة مواردها المائية عبر استخدام التكنولوجيات المبتكرة في مجال تحلية مياه البحر مع استعمال الطاقات الخضراء.
وسيمكن هذا المشروع، الذي عبأ استثمارا بقيمة 2.42 مليار درهم، بينها 1.98 مليار درهم لبناء محطة لتحلية مياه البحر ومحطة للطاقة الريحية بقدرة 60 ميغاواط، و442 مليون درهم لشبكة الري، من إحداث مدار سقوي جديد على مساحة تبلغ 5 آلاف هكتار موزعة على 219 مشروعا فلاحيا.
وسيتم تثمين هذا المدار الفلاحي السقوي في إطار شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص حول الأراضي التابعة للملك الخاص للدولة، لفائدة الشباب والمستثمرين على مستوى جهة الداخلة – وادي الذهب.
وسيعمل هذا المشروع المهم على إحداث دينامية اقتصادية قوية على مستوى الجهة، من خلال تعبئة استثمار خاص لتطوير هذا المدار بنحو 2.5 مليار درهم، والذي سيمكن من تحقيق إنتاج سنوي يفوق 415 ألف طن من البواكر وإحداث قيمة مضافة سنوية تزيد عن مليار درهم، مع إحداث 10 آلاف منصب شغل قار.
كما سيمكن المشروع، الذي من المرتقب استكمال إنجازه في يونيو 2025، من الحفاظ على الموارد المائية الجوفية، واستخدام الطاقات المتجددة، بالإضافة إلى ضمان استدامة أنظمة الإنتاج.
وقال السيد صديقي، في تصريح للصحافة، إن هذه الزيارة تهدف إلى تتبع أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر والمحطة الريحية وورش للتهيئة الهيدرو-فلاحية، باعتبارها مكونات مشروع إحداث حوض فلاحي على مساحة 5 آلاف هكتار، يندرج في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك.
وأضاف وزير الفلاحة أن الأشغال متقدمة بهذا المشروع المهيكل الذي سيكون له تأثير مهم جدا على المنطقة، من خلال إحداث 10 آلاف منصب شغل قار ستستفيد منها ساكنة الجهة، لاسيما الشباب وصغار المنتجين
وأشار إلى أن هذا المشروع، الذي يتم تنزيله بتوجيه أن ملكية سامية في إطار استراتيجية الجيل الأخضر الرامية إلى تقوية أسس السيادة الغذائية للمملكة، يعد نموذجا في ما يخص استعمال الطاقات المتجددة والاستدامة والإنتاجية، لاسيما في مجال الخضراوات والسلاسل الأساسية بالنسبة للسوق الوطنية.