ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد محمد صديقي، يوم الاثنين التاسع والعشرون من مايو بورزازات، مائدة مستديرة حول “مبادرة الواحات المستدامة” التي نظمت على هامش الدورة الأولى للمؤتمر الدولي للواحات ونخيل التمر المنعقد في ورزازات يومي 29 و30 ماي 2023.
بمشاركة البلدان والأطراف المعنية بالمحافظة على الواحات، تهدف هذه المائدة المستديرة حسب معطيات تحصلنا عليها من وزارة الفلاحة ، إلى التحضير لاجتماع وزاري مقرر عقده في أوائل أكتوبر 2023 لتنفيذ الأهداف التي حددتها مبادرة الواحات المستدامة.
في كلمته الافتتاحية، ذكر السيد صديقي بأهمية الواحات كنظام بيئي فريد ومجال ذات تراث طبيعي وثقافي وحضري متميز، وكونها موطن لمنتجات زراعية خاصة. وشدد على ضرورة بدل المزيد من الجهود في مجال البحث العلمي والتقني، الرامية إلى إيجاد تدابير وحلول وقائية أكثر فعالية، تمكن الواحات من التكيف مع التحديات التي تواجهها ومن التغلب على الإكراهات التي تحد من استدامتها. ونظرا للتحديات المتعددة، أصبح من المهم تبني نهج تعاوني وتبادل الخبرات بين جميع الجهات المشاركة، كجزء من نهج شامل ومتعدد الأبعاد لضمان استدامة الواحات وتمكينها من أداء أدوارها على المستويات البيئية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
في سياق التغيرات المناخية والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية، تواجه الواحات تهديدا حقيقيا يمكن أن يخل بتوازن هذه النظم البيئية. ومع ندرة الموارد الطبيعية وتسارع التوسع الحضري، تتولد عواقب سلبية على استمرارية واستدامة الواحات المعرضة لخطر الزوال، مما يفسح المجال لظاهرة التصحر.
ويولي المغرب أهمية خاصة لتنمية الواحات من خلال الاستراتيجيتين الفلاحية “مخطط المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر”، حيث تم إنجاز مشاريع وبرامج تنموية وتدابير هيكلية لتنمية واستدامة هذه المناطق الهشة. وفي هذا السياق، شهد قطاع نخيل التمر، الذي يغطي مساحة تفوق 60.000 هكتار، غرس أزيد من 3 ملايين شتلة، وتقوية المنشآت الهيدروفلاحية، وإنشاء عدة وحدات لتخزين وتلفيف التمور بمختلف الواحات. ومن المرتقب أن تتوسع مغروسات النخيل بخمسة ملايين شتلة فضلا عن إعداد وتهيئة الواحات القديمة حتى تقاوم الإكراهات والضغوطات.
وللاشارة ترتكز مبادرة الواحات المستدامة إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية : (أ) الاعتراف بالخصائص الفريدة للنظام الإيكولوجي الزراعي للواحات ونقاط ضعفه، (ب) تنفيذ جهود منسقة لحماية تراث الواحات، بما في ذلك تنوعها البيولوجي والنظم الإيكولوجية ومجتمعاتها البشرية (ج) تعزيز التنمية المستدامة في الواحات.
وللتذكير، تم إطلاق مبادرة “الواحات المستدامة” ببادرة من المغرب بالتنسيق والتشاور مع جميع الشركاء، على هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ (COP22) الذي عقد في مراكش في نونبر 2016. ومنذ إطلاقها، شكلت هذه المبادرة محور العديد من التظاهرات التي تم تنظيمها على الصعيد الوطني والدولي، بما في ذلك الدورة الثانية لقمة “فرصة المناخ 2017″، والمعرض الدولي للفلاحة في المغرب سنة 2017، والمؤتمر ال27 للأطراف الذي عقد في شرم الشيخ في نوفمبر 2022.