في إطار التزامها الراسخ بتطوير القطاع الفلاحي واستشراف مستقبله، نظمت وكالة التنمية الفلاحية، يوم الجمعة الرابع من أكتوبر، الدورة التدريبية الخامسة والأخيرة ضمن النسخة الثانية من المباراة الوطنية للابتكار “أكري يونغ”. تأتي هذه المبادرة بشراكة مع صندوق الشراكة بين كوريا والبنك الدولي، وتم استضافة هذه
الدورة التدريبية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة ابن جرير، حيث تمثل المباراة منصة فريدة لدعم الشباب المبدع وتشجيع الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات التي تعترض القطاع الفلاحي في المغرب.
تأتي هذه المبادرة في إطار تنزيل محور “خلق جيل جديد من المقاولين الشباب” ضمن استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
شارك في هذه الدورات التدريبية 43 شاباً وشابةً، حاملين ل 26 مشروع مبتكر في مجالات الفلاحة الرقمية والفلاحة الذكية مناخياً. وتهدف الدورة الخامسة إلى تعزيز المعارف المكتسبة خلال الدورات السابقة، حيث سيتم التركيز على تطوير وانهاء نماذج الأعمال وخطط المشاريع، بالإضافة إلى تأطير خاص من أجل إعدادهم لحفل الختام.
إلى جانب ذلك، سيستفيد المشاركون من توجيه ومواكبة من خبراء مختصين، وفقاً لطبيعة كل مشروع، عبر ورشات عمل في المختبرات التقنية، مدرسة الهندسة المعمارية والتصميم، والضيعة التجريبية التابعة للجامعة لاستكمال واختبار النماذج الأولية التي تم تطويرها خلال الدورات التدريبية السابقة.
وللإشارة، سيتم تنظيم حفل الختام، خلال الاسابيع المقبلة، للاحتفاء بالجهود المبذولة خلال الأشهر الخمسة للبرنامج التدريبي المكثف، حيث سيتمكن المشاركون من عرض مشاريعهم أمام لجنة تضم خبراء وحضور مكون من مستثمرين وشركاء في مجالي الفلاحة والتكنولوجيا الفلاحية، ومن تغطية إعلامية وكذلك من ربط العلاقات مع الشركاء (networking ). في نهاية الحفل، سيتم اختيار أفضل ثلاثة مشاريع ريادية، الذين سيحظون بدعم خاص للحصول على أول عميل أو تمويل، بالإضافة إلى ربطهم ببيئة الأعمال لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
إن هذه المبادرة ليست إلا حلقة في سلسلة من الجهود التي تبذلها وكالة التنمية الفلاحية لدعم الابتكار وتعزيز دور الشباب في تحقيق تحول جذري في القطاع الفلاحي. من خلال شراكات استراتيجية ومبادرات نوعية كهذه، تؤكد الوكالة التزامها الراسخ بمواكبة التطور التكنولوجي والابتكار كركيزة أساسية للتنمية المستدامة. إذ أن الاستثمار في قدرات الشباب وتوجيههم نحو الابتكار هو استثمار في مستقبل القطاع الفلاحي، والذي سيظل رافعة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في المغرب.
بهذه الرؤية المتكاملة والمستدامة، تواصل وكالة التنمية الفلاحية ريادتها كفاعل محوري في بناء مستقبل زراعي قائم على المعرفة والابتكار، واضعة نصب عينيها هدفاً أساسياً، تأهيل جيل جديد من المقاولين الشباب القادرين على مواجهة تحديات المستقبل بذكاء ومرونة، وتحقيق التنمية الفلاحية المنشودة في ظل التحولات المناخية والتكنولوجية التي يعيشها العالم اليوم.
