بعد إعلان وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية والمياه والغابات الرسمي عن تنظيم الملتقى الدولي للفلاحة من (02إلى07 ماي 2023) بمكناس والذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بعد غياب دام مُدة ثلاث سنوات (3) بسبب الوضع الصحي العالمي والوطني المرتبط بجائحة (كوفيد 19). بهذا القرار النهائي استشعرت ساكنة مكناس بالأمن والاطمئنان بعدَ ما كان يُروج من إمكانية تهجير الملتقى الفلاحي الدولي خارج المدينة.
عودة الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (2023) سينعش بحق اقتصاد مكناس، ويُحرك كل هياكل المدينة التحية والبنوية. مُلتقى فلاحي يَنقل مكناس نحو الواجهة الوطنية والدولية والإعلامية، ويَجْعل من المدينة تَتَزين بالضرورة ولو استثنائيا، حيث جل الحفر وفجوات الطرق (الرسمية) تردم وتصلح، وترى الأزهار متفتحة (بقدرة قادر) في مدارات الطرق الرئيسية المؤدية للملتقى الفلاحي، وتتلون الطوارات، وأرضيات الطرق وممرات الراجلين، وتصلح المصابيح عموما وتتزين بألوان وطنية، وتُكْنس المدينة من كل الردم والمهملات، بحقيقة تتزين المدينة وتكشف عن مفاتنها التاريخية والبيئية والاقتصادية.
قبل إبداء مجموعة من الملاحظات ذات رؤية وصفية، لا بد من التأكيد أولا على ضرورة مواصلة جواد الشامي مندوبا للملتقى الدولي الفلاحة بالمغرب لما له من خبرات في التنظيم والتسيير منذ (2016)، ولما له من علاقات كمية ونوعية في مجال استقطاب العارضين الدوليين والوطنيين، وكذا باعتبار الصفة البرلمانية والتي تمكنه كمندوب للملتقى من الترافع عن مدينة مكناس بكل أريحية واستحقاق.
قد تكون الملاحظات الرديفة التالية ذات أهمية، من حيث الإقتراح والتشاركية في إبداء الرأي: أولا: على اعتبار أن المدينة تقوم بأشغال التثمين لتراثها العمراني، مما يجعل مجموعة من المحاور الطرقية نحو موقع الملتقى المحاذي لصهريج سواني تشكل حواجز ومعيقات في السيولة الطرقية الأنسب، فضلا عن أن الأشغال تهم حتى صهريج سواني (الفارغ من الماء) وهري السواني، مما يحتم استحضار تدبير هذه التهديدات باعتبارها فرصا لتغيير موقع الملتقى الفلاحي الدولي.
ثانيا: مجموعة من المحاور الطرقية سيتم الشروع في هيكلتها وتجديدها (كما صرح رئيس مجلس جماعة مكناس)، وهي بالطبع رئيسية لدخول المدينة والخروج منها، وتساهم في تسريع سيولة المركبات بشكل كبير، ومن هذه المشاريع (الصفقة الكبرى رقم 2022 /06 ) المتعلقة بتأهيل الشبكة الطرقية بشارع فريد الأنصاري والأزقة والساحات المجاورة له. وكذا شارع محمد السادس انطلاق من ساحة الهديم، وكذلك يمكن أن تصيب الهيكلة والتثنية (طريق فاس القديمة) من مدارة الليمونة باتجاه المركب التجاري (مرجان).
لذا لا بد من التفكير السبقي على تغيير تموضع الملتقى الفلاحي الدولي بأرضية مفتوحة لكل الوافدين، وبدون معيقات في السير والجولان خاصة أيام ذروة الملتقى (من 02إلى07 ماي 2023 ). ومن بين الفضاءات التي يمكن أن تحتضن الملتقى الفلاحي جماعة تولال لتوفرها على مساحات عقارية كبرى (جماعية/ أملاك مخزنية) ومفتوحة وقابلة على استقبال هذه التظاهرة الدولية بكل أريحية. كما أن هنالك مجموعة من الاختيارات الممكنة الحاج قدور، آيت ولال، ويسلان… هي اقتراح يمكن الاشتغال عليها مبكرا وهندسة استفادة المدينة من الملتقى الفلاحي الدولي بشكل يوازي الحضور والتسويق الأمثل لمدينة مكناس.
متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين