بلادي نيوز: عمر أعكيريش
إيمانا من المجلس الترابي بيكودين قطب سيدي موسى الحمري إقليم تارودانت، أن تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة رهين باستغلال كل ما تحبل به المنطقة من ثروة، وبما أن جماعة بيكودين تعد من بين الجماعات الترابية على مستوى إقليم تارودانت التي تعاني الخصاص على جميع المستويات والأصعدة، لولا تدخل بعض المحسنين والفاعلين الجمعويين الذين تداركوا الخصاص الحاصل على مستوى الماء الشروب عبر حفرهم لثقب مائية، غطت حاجيات ما يربو عن 75 في المائة من مجموع ساكنة الجماعة، ليبقى الرهان أولا منصبا على الثروة المتاحة بتراب الجماعة هي الثروة البشرية الخلاقة القادرة على الدفع بعجلة التنمية قدما، ثم المرفق الوحيد الذي يتيح بعض المداخيل للجماعة هو السوق الأسبوعي بوصفه مرفقا عموميا للقرب ومكونا أساسيا في تنمية الجماعة، بيد أنه يبقى غير مستغل بالقدر الكافي، ما دفع بالمجلس الحالي إلى العمل على إعادة النظر في التعاطي مع السوق، عبر هيكلته وتأهيله وتدبيره بطرق احترافية، وفق ما تقتضيه الظرفية الحالية ليتلائم والمرفق العمومي للقرب، ويصبح مكونا أساسيا في التنمية، وذلك بعد تشخيص ملي ودقيق لجملة من الاختلالات تم رصدها من قبل المجلس الحالي، يمكن حصرها في: عدم تنظيم الفضاء التجاري بدقة وغير مستغل على النحو الأفضل، زيادة على النقص في معرفة وضبط المعطيات والإحصائيات المتعلقة بتدفقات السوق، فضلا على ضعف نسبة تحصيل الإتاوات مقارنة مع الإمكانيات الجبائية التي يمكن إتاحتها من استغلال مرافق السوق، إضافة إلى النقص في التكوين والمهارات لدى المهنيين والفاعلين الاقتصاديين بالسوق الأسبوعي، و القصور الجلي والواضح في القواعد التنظيمية المتعلقة بتدبير السوق، وأخيرا إجراءات إدارية لا تساير الوضع الحالي..
هذه الوضعية، أملت على المجلس الجماعي لبيكودين ضرورة دراسة إشكالية السوق الأسبوعي الذي ينعقد عادة كل يوم سبت، وذلك من أجل تحسين كفاءته المهنية، مع الإبقاء على الهوية والدور الاجتماعي والثقافي الذي يقدمه، كما أن رهانه المالي يبقى نبعا ومصدرا مهما بالنسبة لميزانية الجماعة، اعتبارا أن الضرائب والرسوم المتحصل عليها من عملية استغلال السوق، تشكل رافدا أساسيا لضخ عائدات في ميزانية الجماعة..
فبعد عملية التشخيص التي همت الوضعية الحالية للسوق الأسبوعي لبيكودين من قبل مكونات المجلس الجماعي، وكذا ضبط الأهداف وتحديد النتائج المتوقعة من عملية إنشاء السوق الجديد، وإجراء جرد للموقع الذي يجانب الطريق الوطنية رقم 11، والبحث عن مصادر التمويل، تم الشروع في عملية تحويط السوق الأسبوعي الجديد في انتظار مساهمة بعض الجهات الداعمة كالداخلية، مجلس جهة سوس ماسة، ولونزوا، حيث سيضم بين أسواره، مجزرة على مساحة 600 متر مربع بمواصفات حديثة وعصرية، ،مرآب لوقوف سيارات المرتفقين، رحبة لبيع البهائم، ساحة مغطاة بالالمنيوم تقدر ب 2009،63 متر مربع، أربعة مرافق صحية موزعة عبر مجموع السوق، قاعة للصلاة، مكتب للجبايات، عدد 80 محلا للتجارة يشغل كل واحد مساحة 18 متر مربع، 60 محل لمزاولة مهنة الجزارة، سعة كل محل 08 متر مربع، ذات المساحة يشغلها كل من: بائعي السقوط، الدجاج والأسماك 10 محلات لكل فئة..
أما فيما يتعلق بالتكلفة الإجمالية فقد بلغت 6730000،00 درهم دون احتساب الضريبة على القيمة المضافة، تفصيلا تأتي على النحو التالي: البنايات: 2560000،00 درهم، منيعة التسرب 220000،00 درهم، الطلاء 225000،00 درهم، النجارة والالمنيوم 495000،00، الكهرباء 250000،00 درهم، السباكة 135000،00 درهم، الصباغة 200000،00 درهم، تهيئات خارجية ومساحة خضراء 2645000،00 درهم..
و لا بد من فتح قوس من باب الاعتراف بالجميل، لتقديم الشكر والثناء للسيد عبد الرحمن مدير المصالح بالجماعة على حفاوة الترحيب وجميل الاستقبال، وعدم بخله علينا بالوثائق المضمنة للمعطيات التي تهم السوق الجديد..
ويمكن للمرتفقين ساكنة جماعة بيكودين والجماعات المجاورة الاستفادة من خدمات هذا السوق النموذجي على مستوى اقليم تارودانت في غضون سنة ونصف..
ويدخل هذا المشروع الرائد ضمن برنامج العمل الجماعي، الذي حرصت رئاسة المجلس الجماعي على توفير الإطار الملائم لضمان مشاركة جميع الفاعلين، محليين، إقليميين وجهويين، معتمدين على المقاربة المرتكزة على توجيه البوصلة نحو نقط القوة، ومحاربة نقط الضعف، وذلك لما حققته هذه المنهجية الفعالة من نتائج جيدة على مستوى التخطيط الاستراتيجي خاصة في مجال التنمية المستدامة..