متابعة محسن الأكرمين
يسافر النادي المكناسي برسم الجولة السابعة من بطولة الهواة في رحلة شاقة من جانبين، الأول ضمان نتيجة مرضية ومنصفة، ومن جهة ثانية فالرحلة شاقة في المسافة لمواجهة اتحاد أمل تزنيت حدث بطولة الهواة. مباراة تأتي بعد الإخفاق الذي ناله النادي المكناسي برسم الجولة السادسة أمام جمعية المنصورية بمكناس، مما أربك كل حسابات رؤية المكتب المسير وتركيز اللاعبين، وشتت أفكار الفريق التقني.
محاربو العاصمة الإسماعيلية في تجربة ومحك عويص أمام لاعبي اتحاد أمل تزنيت، والذي يحتل المرتبة الثانية (2) برصيد (13 نقطة) خلف الكوكب المراكشي صاحب الصف الأول، وبرصيد (14 نقطة). فيما النادي المكناسي بعد الهزيمتين بعقر الدار فقد تجمد رصيد نقطه في ( 10ن)، مما يُبقى سباق التنافسية على الزعامة محتدما، والزيادة في تعبئة الرصيد، حيث سيستفيد الكوكب المراكشي من استقباله لاتحاد سيدي قاسم الذي يعاني من شدة المشاكل المتراكمة عليه، ويحتل المركز ما قبل الأخير (14) برصيد خمس نقاط (5). من تم فامتياز الدورة (7) سيكون حتما لصالح الكوكب المراكشي، فيما النادي المكناسي، وبعد المحفزات المعنوية والمادية (منحة خاصة) التي تلقاها اللاعبون من قبل الرئيس وبعض أعضاء المكتب، فقد يستطيع خلق الحدث والعودة بنتيجة إيجابية، أضعفها التعادل. وقد نستبعد الهزيمة لعدة حيثيات منها الحربية والقتالية خارج الملعب الشرفي، ولكن قد لا نخفي تخوفاتنا من الملعب والتحكيم وظروف المباراة المستجدة.
قد تكون عبارة (آخر مباراة للمدرب الحسين أوشلا) من العبارات المجحفة تجاه المدرب ومكونات الفريق التقنية، وكذلك من المحبطات التي تصنع الإخفاقات وتنتج المكائد الخارجية. لنترك الفرصة للنادي لتعديل مجموعة من الأمور التي هي من البديهيات الأولية، ونتجنب جميعا السرعة في أحكام القيمة، والدفع إلى تغيير المدربين. لنترك فكرة الصعود كحلم، ونوازي معه بناء فريق متكامل ومتجانس.
نعم، قد تكون مطالب المدينة تتجه بالإجماع نحو تحقيق الصعود، وتجنيب الفريق كليا (التشاش). بحق هو مطلب صحي، وذي طموح وجداني وتاريخي يتردد بلا انقطاع منذ بدايات السنوات السبع العجاف بقسم الهواة. ففي ظل المتحولات الإيجابية وخروج النادي المكناسي من شرنقة المشاكل اللامؤسساتية، بات من اللازم التفكير واستحضار مجموعة من المخرجات الأساس التي توثق الالتزام التعاقدي بين المكتب المسير، ومكونات المدينة على اعتبار أن النادي ملك حصري لمكناس.
قد تختلف موجهات الرؤية الاستشرافية لمكتب النادي المكناسي حسب قوة التردد وترتيب لائحة الأولويات (المادية والمعنوية). فالنادي أولا نفض مجموعة من المشاكل القاتلة والمحبطة، وبات يرتب أوراقه وبيته الداخلي بشكل صناعة (المقاولة الرياضية) التي تبحث عن خاصية التدبير بالنتائج وهي بحق المعادة الصعبة في ظل (التشاش). ثانيا، قد يعمل مكتب النادي على موجه الانتقال من مواسم دعم (الإحسان) إلى السيولة المالية المرتكز على الاحتضان والتسويق الأمثل بتبادل المنافع (محل الهوية البصرية للنادي المكناسي). ثالثا، (رابح رابح) هو تحقيق الصعود نحو القسم الاحترافي.
نعم، الصعود هو الطموح الذي لا يوازيه غير الاشتغال على البناء الأساس، وتعزيز اللبنات الداخلية للنادي بالترصيد والتعزيز. هو الطموح الذي لا يمكن تحديد تاريخ له (معين في الزمان) أو في سنة رياضية، وذلك راجع إلى مجموعة من المتغيرات الخارجة والبعيدة عن التدبير الداخلي للفريق والنادي. هو طموح مدينة الذي لا يمكن أن يرفع فقط عبر شعارات (حب الفريق، فمن الحب ما قتل !!)، بل عبر المساندة أولا المعنوية وبلا معاول ناسفة من أخوية الفزع !! ثم بالضرورة الدعم المادية للنادي.
فمنذ السقطة المدوية للنادي في قسم الهواة (7سنوات) وتزيد، والنادي يعاني من التنافر والتناحر في التسيير والتدبير، لم يقدر بتاتا على تخطي الإشكالات القانونية التي كانت تنتهي بالدعاوي غير المنتهية، وارتهان حافلة النادي رهينة وبيعت بالمزاد العلني. قد تكون السنة الماضية سنة التأسيس الجديد للكوديم المؤسساتي القانوني. قد تكون هذه السنة في حالة تضافر الجهود هي السنة التي قد يخطو بها النادي في حلم تركيبة فريق قوي قابل لتحقيق المنافسة على الصعود.