محسن الأكرمين.
مشاهد من تراجيديا المأساة يتم تمثيلها باحترافية في مجلس جماعة مكناس، بحضور كومبارس من الإعلام والمواطنين. مشاهد من النفاق السياسي الماكر، الذي فاق كل توقعات الفكر السياسي العالمي. مشاهد من شد الحبل، وسحب الثقة وتركيب (اللجام) لكل من (يحنقز) خارج السرب السياسي المنتظم بالمدينة وفق ترتيب العائلات والولاءات والمصاهرة.
مكناس كما سبق أن كررت مرارا، يدار فيها العمل السياسي من وراء الستار، وفي الخلفية المعتمة. فكل تلك العنترية داخل جلسة مجلس الجماعة، مردها بالعبارة الفصيحة (مشاكل سياسية ) آتية من خارج القصر البلدي. مردها الحرب الباردة والصامتة والمتحولة، التي يمكن أن تأكل اليابس والأخضر بما فيها تنمية مكناس !!!
قد يكون مجلس جماعة مكناس يتم تدبيره بلا رؤية ولا إستراتيجية عملية واضحة. قد يكون غياب الثقة بين مكونات المجلس، يعتبر نشازا غير أخلاقي في بلد يتطلع أساسا إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة، والحكامة بالمساءلة القانونية، لكن مجلس جماعة مكناس يمارس المساءلة وفق منافع سياسية براغماتية. حقيقة لا مناص من الإفصاح عليها، لم تكن مساءلة الرئيس عبر مقرر مرفوع إلى أعلى سلطة ترابية بالمدينة(47)، يحمل البراءة في القصد والنية المبيتة. لم تكن المساءلة بنقطتين، تستوفي (حب مكناس)، بل كانت المساءلة للرئيس عنوان (قف!!!STOP ). كانت بحق فخا كامنا، يحمل تمويهات طعم مصالح التنمية بمكناس. كانت بحق تحفيظ المساحة السياسية التي لا يمكن أن يحيد عنها رئيس مجلس جماعة مكناس.
حين لم يحضر الرئيس الجلسة (05 يوليوز 2022)، سمعنا (تشيار: هروب الرئيس)، سمعنا (يمشي فحالو…) تمتعنا حقيقة بتضارب الآراء، والقرارات المتسرعة بآخر كر حرب (سحب الثقة) من الرئيس !!! هنا نقف للتساؤل بحوض السؤال الماكر، لما مكناس تنتج الخلاف السياسي أكثر من التنمية؟ لما هذا التدافع السياسي البخس وغير الشريف؟ ما هي المصالح السياسية الكبرى بالمدينة التي تمثل قيمة (سحب الثقة من الرئيس)؟ لما الأغلبية (مشتتة) وتنهش في لحم الرئيس وتسقطه بسحب الثقة؟ لما الرئيس لم يقدر على المواجهة وفضح المستور أمام العموم؟ أين هي تنمية مكناس الأساس، والخلاف المرتكز بات على المناصب ؟ هل أحزاب الشتات تمثل قلالش وتبخيرت سيدي علي !!!؟
اليوم قد يقع الخلاف وتسحب الثقة بلياقة التصويت، وينقطع الود، وحتى رنين الهاتف. لكن الخيط الأبيض (خلاتو نسيمة الحر)، يأتي سندا من المركز. الصلح (خير) حضره رئيس الحزب وجمع الصقور السياسية. وقد يكون أوصاهم خيرا بلاعب سياسي من (الهواة)، لا يعرف حدود (التحنقيز)، ولا يزال لم (يختر) ويتزن بالخبرة من كل المنزلقات الاندفاعية.
اليوم كان الصلح خيرا، ولكن بحق المسؤوليات القانونية، يجب أن يتم تقديم اعتذار من قصر المجلس علانية عن تلك المسرحية العشوائية في الدورة الاستثنائية (يوليوز 2022). يجب أن يُقَدم الاعتذار عن الضرر المتكرر تجاه المدينة (بلا…بلا… بلا نهايات)، والتي بات مجلسها يدبر فيها خلافاته السياسية، بدل توطين التنمية. يجب عقد دورة ليست بالاستثنائية، بل عادية ومصارحة الساكنة بما يحدث داخل هياكل مجلس جماعة مكناس. يجب بحق على السلطات الترابية العليا بالمدينة أن توجه إنذارا شديدة اللهجة لكل من يستخف بمسؤولياته داخل جماعة مكناس.
اليوم وقع الصلح، والصلح خير. لكن من خبايا المستقبل التكهني، أن الصلح تعاقد وشفافية معلنة، وليس بالصلح المشفر وتوزيع الحدود والمهمات. ومن المكر غير العاقل “أن يكون التصالح على ألا نتصالح بالتنازل عن أي مجال حيوي سياسي مهما كان”. من اليوم لن نعلن ثقتنا بتلك (التحنقيزات) مع محركي الكراكيز داخل مجلس جماعة مكناس، ونقول: من الأكيد أن هنالك خلافات سياسية خارجية، وأن إمدادات الصلح من أعلى مستوى تدخل المدينة، بدل إدخال تنمية التمكين لمكناس!!!