BELADINEWS.MA
أثارت تصريحات وفاء شاكر المديرة الجهوية لأكاديمية التربية والتكوين المهني لجهة طنجة تطوان الحسيمة جدلاً كبيرا بعد أن انتقدت جودة المدرسة العمومية وأبدت إعجابها بنموذج ما يُعرف بـ«مدارس الريادة»، خلال حوار لها مع قناة ميدي1 تيفي. تصريحات المسؤولية أعادت فتح نقاش واسع حول إصلاح التعليم وطرق تمويله ودور القطاع الخاص في المنظومة.
وقد خلفت هده التصريحات ، نقاشاً واسعاً في أوساط مهنيي التربية والرأي العام. المديرة انتقدت، بحسب ما ورد في الحوار، مستوى بعض المؤسسات العمومية التقليدية، مشيرة إلى أنها تعاني من «نقائص بنيوية» تؤثر على جودة التعليم والإنصاف في فرص التعلم. في مقابل ذلك، أعربت عن تقديرها لنماذج تسمِّيها «مدارس الريادة» واعتبرتها «نماذج واعدة» قادرة على تقديم بدائل تربوية مبتكرة.
تصريحات المسؤولة الجهوية جاءت في وقت تشهد فيه البلاد جدلاً طويل الأمد حول إصلاح منظومة التعليم، حيث تتقاطع مطالب بتحسين ظروف اشتغال الأساتذة، تطوير المناهج، وتوسيع الاستثمارات في البنيات التحتية، مع دعاوى للحدّ من التبادل المتزايد مع القطاع الخاص في مجال التكوين المدرسي.
وقد رحبت بعض النقابات التعليمية بالسؤال حول جودة التعليم، لكنها انتقدت ما وصفته بتجريم المدرسة العمومية علانية دون تقديم حلول واضحة ومُلتزمة لمنع تفكيك الخدمات العمومية. وأكدت بعض النقابات أن النقد يجب أن يقترن بخطة دعم للمدرسة العمومية والرفع من مواردها.
– ومن جهتهم تباينت مواقف أولياء الأمور بين من رأى أن «مدارس الريادة» قد تكون خياراً أفضل في ظل تردّي خدمات بعض للمؤسسات العمومية، وبين من تزايدت في الفترة الأخيرة انتقاداته تجاه مدارس الريادة، حيث عبر العديد منهم عن استيائهم من مستوى التعليم والخدمات المقدمة فيها، مؤكدين على ضرورة التركيز على تحسين جودة التعليم في المدارس العمومية. ويشير أولياء الأمور إلى أن الاهتمام المباشر بجودة التعليم في المدارس الحكومية يساهم بشكل أكبر في تطوير قدرات الطلاب وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وطالبوا الجهات المعنية بالعمل على تعزيز البنية التحتية، وتوفير الكفاءات التعليمية، وتطبيق معايير الجودة في التعليم العمومي، بدلًا من الاعتماد على مدارس الريادة فقط. فيما تبقى المطالب بتنمية وتطوير التعليم العام محورًا هامًا لضمان تكافؤ الفرص وتحقيق التنمية المستدامة.
كادم بوطيب
