آخر الأخبار

تكريمات وازنة لشخصيات علمية وديبلوماسية وندوة دولية في افتتاح الدورة التاسعة لملتقى الثقافة العربية بخريبكة

[بلادي نيوز]5 أغسطس 2025
تكريمات وازنة لشخصيات علمية وديبلوماسية وندوة دولية في افتتاح الدورة التاسعة لملتقى الثقافة العربية بخريبكة

Beladinews.ma

خريبكة: سعيد العيدي

احتضنت قاعة الخزانة الوسائطية بخريبكة افتتاح أشغال الملتقى التاسع للثقافة العربية الذي جعل من خريبكة عاصمة الثقافة العربية بحضور شخصيات قيمة وهيئات ديبلوماسية وفعاليات المجتمع المدني ورجال الإعلام والصحافة وبحضور السيد مصطفى الحصار الكاتب العام لعمالة إقليم خريبكة ورئيس المنطقة الحضرية الأولى، والمدير الجهوي والمدير الإقليمي لقطاع الثقافة، ومندوب الصناعة التقليدية، وممثلين عن المجلس الجماعي.

وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها القارئ عبد الكريم أشرقي والوقوف إجلالا واحتراما لتحية العلم الوطني المغربي، ونظرا لتزامن النشاط مع احتفالات الشعب المغربي بذكرى غالية وعزيزة عليه ألا وهي الذكرى السادسة والعشرون لتربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه الميامين طلب مقدم الحفل السيد زكرياء بنخلفية من الجميع لمتابعة عرض فيديو يوثق لأهم الانجازات التي حققها المغرب في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والديبلوماسية والشراكات الاستراتيجية والعدالة والنماء والأوراش الكبرى، كما كان للمشاركين موعد مع عرض فيديو ثاني يوثق لأهم اللحظات التي عاشتها الدورة الثامنة للملتقى.

وفي كلمة للسيدة ياسمين الحاج رئيسة منتدى الآفاق للثقافة والتنمية والتي رحبت في مستهلها بالضيوف الحاضرين في ملتقى الثقافة العربية المنظم تحت شعار “ربع قرن من مشاريع التنمية وأوراش التحديث والإشعاع العالمي” ونوهت بالإنجازات الكبرى والأوراش الضخمة المتراكمة التي يقوم بها المغرب حتى أصبح قوة قارية على جميع الأصعدة لا سيما في المجال الطاقي والسككي والتنمية المستدامة والجزء الثقافي باعتبار أنه جزء لا يتجزأ من المنظومة العامة، كما تقدمت بالشكر لكل المحتضنين والمدعمين والشركاء من بينهم المجمع الشريف للفوسفاط وأكث فور كومينوتي والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة، وجماعة خريبكة، وعمالة الإقليم، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، والخزانة الوسائطية وعدد من الشركاء آخرين.

أما كلمة السيد محمد عفبف عن المجلس الجماعي اعتبر بأن هذا النشاط جاء تزامنا مع احتفال الشعب المغربي بذكرى عيد العرش المجيد وأن مدينة خريبكة مدينة الفوسفاط هي منصة للفنانين والمثقفين وأن هذا الملتقى يمثل الانفتاح العربي الأمازيغي والإفريقي.

وفي كلمة المدير الجهوي لمديرية الثقافة جهة بني ملال خنيفرة اعتبر أن الملتقى الثقافي والفني هذا يعد مناسبة يقدمها ثلة من المفكرين تلامس قضايا راهنة، حيث شهد المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك العديد من الأوراش التنموية ويضل المعرض الدولي والمعارض الجهوية للكتاب خير شاهد على هذه الانجازات الثقافية وعرفت المملكة العديد من التظاهرات ووجود مبدعين حقيقين في الميدان مشيدا في الوقت ذاته بتشييد العديد من المقرات الثقافية والموسيقية والمسرحية والبنيات التحتية بجهة بني ملال خنيفرة. ومنوها بالتحولات العميقة التي تعرفها الوحدة الترابية وقضية الصحراء هي قضية وطنية حيث وجب التسلح بالوثائق الدامغة من أجل الدفاع باستماته على القضية الوطنية في المحافل القارية والدولية.

ليبدأ حفل تكريم الشخصيات بدءا من تكريم الغائب الحاضر وهو تكريم المرحوم المناضل الأستاذ عياش مدني حيث تقدمت السيدة الفاضلة مليكة الراشيدي حرم الفقيد ورفيقة الدرب بكلمة مؤثرة في حق زوجها وعيونها تردف دموع الفراق وتوديع الزوج والأب والصديق والأخ باعتبار أن الراحل لم يكن أبا لأبنائه بل للوطن ولكل الحزبيين والنقابيين والأحرار وكان أسلوبه راقي ودو مصداقية وله وضوح في الإيثار والعطاء والاتزان في الأفكار والمواقف طيلة مسيرته النضالية والنقابية وهو من أحرار مغرب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حيث انخرط مبكرا مند صغره في الحركة الوطنية وكان نائبا برلمانيا عن الحزب وعضوا بمكتبه السياسي ومكتبه الإقليمي بخريبكة ورئيسا للمجلس الجماعي ومديرا لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة وخلف ورائه مدرسة نضالية بالرغم من ما واجهته من عوائق من أجل وطنه ولأن الرجال هم من يصنعوا التاريخ وليس التاريخ هو من يصنع الرجال كما تقول السيدة مليكة راشيدي، وتقدم بذلك السيد مصطفى الحصار الكاتب العام للعمالة بتسليم درع التكريم للراحل عياش مدني تسلمته السيدة أرملة الفقيد مليكة راشيدي وابنتها.

واما التكريم الثاني فهو تكريم لدبلوماسية تعمل بجد وحكمة وتبصر إنها سعادة معالي سفيرة دولة السودان الشقيقة السيدة مودة عمر حاجة التوم البدوي وسلم لها درع التكريم السيد مصطفى حصار الكاتب العام لعمالة إقليم خريبكة وسلم لها السيد المدير الجهوي للثقافة شهادة التكريم، وفي كلمة المكرمة بالمناسبة تقدمت في مستهلها بخالص التهاني والتبريكات للشعب المغربي احتفاله تربع جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين وأشادت بالمكانة التي أصبح يحتلها المغرب على الصعيد القاري والدولي بحكم الحداثة والأصالة التي يتميز بها والتنمية التي باتت تشهدها كل المدن وجهات المملكة والمغرب أصبح يتطور في قطاع الصناعات الكبرى والطائرات والتكوين في الصناعة التقليدية والتعليم الأصيل وعلوم القرآن مما جعل المغرب في مصاف الدول الإفريقية والقارية بالاعتماد طبعا على أواصر الدين واللغة وتحدثه اللسان العربي الفصيح، مؤكدة في الوقت ذاته أن هناك مكان بدولة السودان اسمه المغرب يتواجد فيه أكثر من مليون شخص ويتشبتون كالمغاربة بالمذهب المالكي وبالصوفية وبالزاوية التيجانية وهناك مشتركات بين المغرب والسودان كالملحفة في الجنوب ولبس اللباس الأبيض عند حداد المرأة عند وفاة زوجها وتطمح أن يكون المغرب جزء أصيل من السودان لكونه يعرف نموا ورواجا اقتصادي وثقافي ونمو في التعليم والمتاحف وله شركات عابرة للقارة كشركة المجمع الشريف للفوسفاط، وأشادت بعمق العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الشقيقين المغرب والسودان طيلة 50 سنة معتزة بنفسها كونها أول سيدة امرأة حظيت بمنصب سفير، كما جددت شكرها للمنظمين وأهدت درع التكريم لوالدها وسندها الأول ولأبناءها.

هذا وتم تكريم السيدة رانيا الشبكي رئيسة مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين بالمغرب وحرم سفير دولة فلسطين الشقيق التي قدمت المزيد من المبادرات الإنسانية وقد تقدم السيد رئيس المنطقة الحضرية الأولى بتسليمها درع التكريم وسلمه مسؤول الوكالة السياحية بالجهة شهادة التكريم.

وفي كلمة لها بمناسبة تكريمها توجهت السيدة رانيا الشيكي بالشكر لمنتدى الآفاق للثقافة والتنمية وتمنت مستوى العلاقات التي تربط المنتدى بمجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين بالمغرب لاسيما منها على المستوى الثقافي وتقدمت بدورها بالتهاني والتبريك لجلالة الملك والشعب المغربي بمناسبة عيد العرش المجيد وأبرزت عمق العلاقات المتينة التي تجمع المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس باعتباره رئيس مجلس القدس، ودولة فلسطين بقيادة محمود عباس أبو مازن وتمنت أيضا المبادرة الثابتة التي يقوم بها المغرب اتجاه الشعب الفلسطيني لسنوات خلت وكان آخرها المساعدات الأخيرة والعاجلة لمئات الأطنان التي قدمها لأهل غزة وشبابها وشيوخها رغم حرب الإبادة الحصار الدارب في المنطقة والتي خففت من آلامهم وآهاتهم.

ليتم بعد ذلك تكريم العالم المغربي العلامة عبد القادر الكتاني الذي له مؤلفات قيمة ومحاضرات جليلة وخاصة في الفقه وقتد تفضل بتسليمه درع التكريم السيدة قائدة الملحقة الإدارية الأولى وقدم له شهادة التكريم السيد ياسين الجاني عضو المجلس الجماعي. وفي كلمة بالمناسبة أبرز المحتفى به العلامة عبد القادر الكتاني عن شكره وامتنانه العميق للمنتدى على هذا التكريم وقال أن المغرب حباه الله بملك شهم ورصين غير من معالم هذا الوطن وبين مكانته على الصعيدين الإفريقي والعالمي حيث جنب المغرب صدمات وأزمات ومصائب الربيع العربي وذلك بفضل حنكته وتبصره وإصراره على تغير دستور سنة 2011 الذي سحب البساط من تحت أرجل كل المخدلين وطلب من الجميع الدعاء لجلالته بموفور الصحة والسلامة.

ومباشرة بعد حفل الافتتاح والتكريم وبعد استراحة حفل شاي نظمت ندوة دولية محكمة حول “العبقرية الملكية ، إنجازات وآفاق” من تقديم الدكتورة شهيدة العزوزي وتنسيق فقراتها من طرف الكاتب والشاعر عبد الكريم معاش بدءا بالمداخلة الأولى للدكتور سعد أبو نار، الباحث المصري والأمين العام للمنتدى العربي الإفريقي حيث تطرق في مداخلته العلمية لموضوع تحت عنوان “سوسيولوجية الهوية والتحولات الثقافية وجهود المغرب في تعزيز الثقافة العربية طيلة ربع قرن”.

تم جاءت المداخلة الثانية للدكتور المغربي رشيد بنعمر، وهو أستاذ التاريخ المعاصر ورئيس مركز الدراسات والأبحاث التاريخية تحت عنوان “الجهوية الموسعة: رهان واعد في العهد الجديد ورافعة للتنمية”.

لتنتهي الندوة بمداخلة علمية ثالثة كانت من تقديم الكاتب والصحفي الجزائري هشام عبود بتحت عنوان : “تجدير علاقة المغرب بإفريقيا في عهد الملك محمد السادس من أجل بناء قاري موحد”. عقبته تساؤلات ومداخلات للمشاركين في الملتقى وأعقبته ردود أفعال السادة المحاضرين لينتهي اليوم الأول في جو يسوده الانضباط والالتزام والمسؤولية.

كما أن هذا الملتقى الثقافي المتميز الذي سيستمر إلى غاية السابع من شهر غشت الجاري 2025 سيعرف برمجة أنشطة متنوعة، من بينها الجلسة الثانية من الندوة الدولية حول موضوع “قراءات في تجربة اكثر من ربع قرن من مسيرة التنمية والتحديث”، بمشاركة نخبة من الأساتذة والدكاترة والمختصين ولقاءات مفتوحة حول السينما والذاكرة الوطنية، إضافة إلى توقيع كتب جديدة، ومعرض للفنون التشكيلية، وأمسيات شعرية وخرجات سياحية تهدف للتعريف بمؤهلات إقليم خريبكة العاصمة العالمية للفوسفاط والسينما الإفريقية، والثقافة العربية.

الاخبار العاجلة