فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بسيدي قاسم

“في قلب ذكريات نونبر المجيدة”
لقد أضحى فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بسيدي قاسم قبلة للعديد من المؤسسات التعليمية، وجمعيات المجتمع المدني، والأساتذة والباحثين، ومختلف الفعاليات المجتمعية المهتمة بالذاكرة التاريخية المحلية والوطنية، إذ منذ افتتاحه سنة 2015، وهو يشتغل كفاعل في التنمية السوسيوثقافية داخل إقليم سيدي قاسم، وذلك من خلال أنشطته التربوية والثقيفية، والعلمية المخلدة للذكريات الوطنية التي ينظمها داخل الفضاء وخارجه، والتي يشاركها عبر نشراته الإلكترونية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقناته على اليوتوب.
إن تخليد الفضاء خلال شهر نونبر من سنة 2021، للذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى 66 للأعياد الثلاثة المجيدة، والذكرى 65 لانطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي، والذكرى 64 لانتفاضة قبائل آيت باعمران، جعل مرافقه التثقيفية تستقبل عدد هام من الزوار، حيث سهر على خلق دينامية متميزة من خلال أنشطته العلمية، والتربوية مع فعاليات مجتمعية متنوعة تمثلت في: ندوات علمية حضورية وافتراضية، وموائد مستديرة، ورشات تربوية، محاضرات وعروض تاريخية، أشرطة ومقالات وأوراق تعريفية، رصدت مضامينها للاحتفال بهذه الذكريات الوضاءة في السجل الوطني من أجل الحرية والاستقلال، والوحدة الترابية، وذلك بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي بسيدي قاسم، والمؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، ومراكز التربية والتكوين، والمندوبية الاقليمية للتعاون الوطني بالإقليم، ومندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بسيدي قاسم، وجمعيات المجتمع المدني، بمشاركة وازنة لرجال ونساء المقاومة وجيش التحرير بالمنطقة.
ولعل احتفال الفضاء سنويا بذكريات وأحداث تاريخية محلية ووطنية، يساهم بشكل متسارع في إذكاء الحس الوطني، وتعزيز قيم الوطنية والمواطنة الايجابية، والسلوك المدني القويم في صفوف الناشئة والشباب، كما يعمل على تقريب المعلومة التاريخية من خلال وسائط تربوية، وتكنولوجية متعددة لفئات اجتماعية متنوعة، وتبقى الشهادات الحية لأسرة المقاومة وجيش التحرير الوسيط الأعمق تعبيرا عن مسار الكفاح الوطني الذي يبعث في الزائر روح التضحية بالغالي والنفيس من أجل إعلاء صروح الوطن وتنميته.
بقلم: زينب فيلالي صدوق