في وقت تتغنى فيه الحكومة بشعارات تنمية العالم القروي وفك العزلة وتحقيق العدالة المجالية، يطل علينا الواقع في أبشع صوره، حيث تئن ساكنة منطقة دوار ازروفن التابع لجماعة سيدي سليمان مول الكفيان بمكناس تحت وطأة طريق مهترئة تربطها بالطريق الرئيسية بين مكناس وويسلان، طريق لم تعد تصلح إلا كأرشيف مصور لفضيحة تنموية عنوانها الإهمال والتهميش.
كيف يُعقل أن تبقى هذه الطريق بهذا الوضع الكارثي، مليئة بالحفر والمطبات، بدون أي تدخل يُذكر من وزارة التجهيز أو المصالح المختصة؟ بل الأكثر من ذلك، أن هناك قنطرة مهترئة لا تستطيع الساكنة عبورها خلال تساقط الأمطار، مما يضطرهم إلى المخاطرة بحياتهم والمرور عبر السكة الحديدية، في مشهد يختزل غياب الحد الأدنى من مقومات الكرامة والحق في الولوج الآمن للبنيات التحتية.
من المسؤول عن هذا الوضع؟ أين وزارة التجهيز ؟ أين هي جماعة سيدي سليمان مول الكفيان ؟ أين الجهات التي من المفترض أن تراقب وتصلح وتتابع؟ أم أن الأمر لا يستدعي التحرك لأن المتضررين فقط هم أبناء العالم القروي؟ أليس من المخجل أن تبقى منطقة بهذا القرب من مدينة مكناس في عزلة خانقة بسبب طريق تصلح فقط لعربات الزمن القديم…؟
ما يقع في هذه المنطقة وصمة عار على جبين كل مسؤول محلي أو مركزي غض الطرف عن معاناة الساكنة، التي سئمت من الوعود وتعبت من الانتظار. فهل ننتظر فاجعة جديدة…؟ حادث سير مأساوي؟ أو وفاة بسبب قطع السكة الحديدة؟
لكي يتحرك المسؤولون على عجل كما يفعلون دوماً بعد الكوارث؟
إنه نداء صريح ومباشر إلى السيد وزير التجهيز ، وإلى عامل ووالي الجهة، وإلى المنتخبين المحليين: ارفعوا أيدي الإهمال عن هذه الطريق. تحركوا قبل فوات الأوان. فالسكان لم يعودوا يحتملون مزيداً من الوعود الفارغة.