في خطوة تعكس متانة العلاقات المغربية الأمريكية وتوجهها نحو آفاق أكثر انفتاحًا وتعاونًا، عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، لقاءً هامًا مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، وزير الخارجية في الإدارة الأمريكية الحالية. اللقاء الذي جرى في أجواء ودية وبناءة، يندرج ضمن إطار دينامية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرباط وواشنطن، ويؤسس لانطلاقة جديدة عنوانها: “استراتيجية جديدة للأفضل”.
الوزيران ناقشا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، على رأسها الأمن الإقليمي، الاستقرار في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، والتعاون في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والهجرة والتنمية المستدامة. كما شكل اللقاء فرصة للتأكيد على الدعم الأمريكي المتواصل للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، باعتبارها خيارًا جديًا وذا مصداقية لحل النزاع الإقليمي.
السيد بوريطة، من جانبه، شدد على أهمية تعزيز التنسيق الثنائي وتوسيع مجالات التعاون لتشمل الاقتصاد الرقمي، التحول الطاقي، والتعليم العالي، وهي محاور اعتبرها أساسية في بناء شراكة مستقبلية قوية وفعالة.
أما الوزير الأمريكي ماركو روبيو، فقد أعرب عن تقدير بلاده للدور الإقليمي الذي يضطلع به المغرب كفاعل استراتيجي وشريك موثوق، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية الجديدة تأتي لتكريس عقود من الصداقة والتفاهم المتبادل.
ويعد هذا اللقاء محطة مفصلية في مسار العلاقات المغربية الأمريكية، إذ يُنتظر أن تترجم هذه الرؤية الاستراتيجية إلى برامج تعاون ملموسة، تستجيب لتطلعات الشعبين وتعزز من دور البلدين في محيطهما الإقليمي والدولي.