في حادثة مروعة شهدتها مدينة ميونيخ الألمانية يوم الخميس، قام شخص بدهس مجموعة من المارة، مما أسفر عن إصابة 28 شخصًا على الأقل، بينهم حالات خطيرة تهدد حياتهم. السلطات الألمانية سارعت إلى اعتقال المشتبه به، الذي تبين أنه طالب لجوء من أفغانستان. وقد أطلقت الشرطة عملية أمنية واسعة النطاق بالقرب من محطة القطار المركزية في وسط المدينة للتحقيق في ملابسات الحادث.
المستشار الألماني، أولاف شولتز، وصف الحادث بأنه “شنيع”، مؤكدًا أن السلطات ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لمعاقبة الجاني، بما في ذلك إمكانية ترحيله من البلاد. هذا الحادث أثار موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الألمانية، خاصة مع تكرار حوادث الدهس في السنوات الأخيرة.
من الجدير بالذكر أن حوادث الدهس ليست جديدة على ألمانيا؛ ففي ديسمبر 2024، شهدت مدينة ماغديبورغ حادثًا مشابهًا عندما اقتحمت سيارة سوقًا لعيد الميلاد، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وفي ذلك الحادث، كان المنفذ طبيبًا سعوديًا يقيم في ألمانيا منذ عام 2006.
تأتي هذه الحوادث لتسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها ألمانيا، وتثير تساؤلات حول سياسات الهجرة واللجوء في البلاد. السلطات الألمانية تجد نفسها أمام مهمة معقدة تتمثل في تحقيق التوازن بين استقبال اللاجئين وضمان أمن وسلامة المواطنين.
في هذا السياق، تتعالى الأصوات المطالبة بتشديد الإجراءات الأمنية ومراجعة سياسات الهجرة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل. كما يُتوقع أن تشهد الساحة السياسية الألمانية نقاشات حامية حول هذه القضايا الحساسة.
