ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد محمد صديقي، مرفوقا بممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالمغرب، السيد جان سيناهون، اليوم الأربعاء السادس عشر من أكتوبر بالرباط، الحفل الرسمي للاحتفال بالنسخة الرابعة والأربعون ليوم الأغدية العالمي. حضر هذا الحدث سفراء وممثلو المنظمات الدولية ورؤساء الفدراليات البيمهنية الفلاحية ورؤساء الغرف الفلاحية، ووفد مهم من المسؤولين بالوزارة.
على غرار الدول الأعضاء في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تحتفل المملكة المغربية بيوم الأغدية العالمي في 16 أكتوبر من كل سنة بهدف رفع مستوى الوعي وتعزيز العمل لصالح من يعانون من الجوع وضمان توفير غذاء صحي للجميع، دون ترك أي شخص خلف الركب.
تُنظم هذه النسخة الرابعة والأربعون من يوم الأغدية العالمي هذه السنة تحت شعار «الحق في الأغدية من أجل حياة ومستقبل أفضل»، حيث تسلط الضوء على الغذاء باعتباره حقًا من حقوق الإنسان. تهدف هذه النسخة إلى زيادة الوعي لدى الجميع بضرورة أن يتمكن كل فرد من الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية، الصحية، المستدامة، وبتكلفة معقولة.
في كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة، شدد السيد صديقي على أن موضوع هذه النسخة ينسجم بشكل خاص مع الالتزام الثابت لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي وضع الإنسان دائما في صلب كل السياسات العمومية، مشددا على أهمية التنمية الشاملة والمستدامة. وأضاف أن التحديات الحالية في مجال الأمن الغذائي والتنمية القروية تتطلب عملا جماعيا للقضاء على عدم المساواة وتعزيز قدرة سكاننا على الصمود في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية.
يمثل تنظيم هذا اليوم انطلاقة للاحتفالات بالذكرى الثمانين للفاو، والتي ستبدأ في أوائل سنة2025. ستسلط هذه الاحتفالات الضوء على العمل قامت به منظمة الأغذية والزراعة خلال العقود الثمانية الماضية، وستتناول مستقبل الأنظمة الزراعية والغذائية من خلال أنشطة تفاعلية. كما أنها فرصة للمجتمع العالمي للتفكير في تطور الفلاحة في مواجهة التحديات العالمية المرتبطة بالأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وأعقبت الجلسة الافتتاحية عقد ندوة علمية حول موضوع السنة وهو الحق في الغذاء. بهذه المناسبة، عرضت الوزارة الجهود المبذولة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر فيما يتعلق ببرامج إدارة مياه الري والحفاظ على الموارد الوراثية والبحث في التكنولوجيات
الغذائية وتطوير جودة الغذاء والحد من خسائر ما بعد الحصاد ورقمنة الوصول إلى المعلومات. هذه كلها مواضيع تعكس الاهتمام والرغبة في الإدارة الحكيمة والعقلانية للموارد الغذائية.
شهدت هذه الندوة حضور العديد من الشركاء التقنيين والماليين الوطنيين والدوليين، بالإضافة إلى المهنيين من القطاع الخاص، والقطاعات الحكومية، ومؤسسات البحث والتكوين، وكذلك المصالح المركزية والجهوية التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
ستمكن التوصيات التي ستنبثق عن هذه الندوة من إثراء النقاشات حول استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية، وتعبئة التضامن والعمل الجماعي لبناء عالم مستدام يتمكن فيه الجميع من الوصول بشكل منتظم إلى غذاء مغذٍ وبكميات كافية.
على هامش يوم الأغدية العالمي وبرئاسة الوزير، تم إبرام عدة اتفاقيات وبرامج ومشاريع بين الوزارة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وكذلك مع الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن.
يتعلق الأمر ببرنامجين للتعاون التقني. الأول يتعلق بدعم صياغة خارطة طريق للتنمية المستدامة للثروة الحيوانية وإعداد قانون جديد حول الثروة الحيوانية في المغرب. أما الثاني فيتعلق بتحديث استخدام وإدارة الإحصائيات الفلاحية من أجل اتخاذ قرارات أكثر استنارة في المغرب.
كما تم التوقيع على مشروعين؛ يتعلق يهدف الأمر الأول بمشروع الوقاية والتخفيف من تأثير الأمراض الحيوانية العابرة للحدود من خلال تحديث المنصات الإلكترونية للنظام العالمي لمعلومات الأمراض الحيوانية التابعة للفاو وتطبيقها المحمول. أما الثاني فيتعلق باعتماد نهج تدريجي لتدبير الأمن البيولوجي لدى الحيوانات البرية.
بالإضافة إلى ذلك، تم إبرام اتفاقية شراكة مع الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن لدعم النساء القرويات المتضررات من زلزال الحوز تتعلق ببناء وتجهيز ثلاث وحدات لإنتاج بيض دجاج المزرعة لفائدة ثلاث تعاونيات نسوية. تهدف هذه الاتفاقية إلى دعم تعاونيات النساء القرويات المتضررة من زلزال الحوز من خلال تزويدها بالموارد الأساسية لاستئناف نشاط إنتاج الدواجن.