آخر الأخبار

الدكتور مصدق من مؤتمر الفاو بروما: “مبادرة مليون هكتار للزراعة الحافظة في المغرب، نموذج ريادي لتمكين الشباب في ريادة الأعمال الزراعية”

[بلادي نيوز]27 أكتوبر 2024
الدكتور مصدق من مؤتمر الفاو بروما: “مبادرة مليون هكتار للزراعة الحافظة في المغرب، نموذج ريادي لتمكين الشباب في ريادة الأعمال الزراعية”

شارك الدكتور رشيد مصدق، الباحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي و المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) ورئيس شراكة التربة العالمية لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في حدث بارز ضمن فعاليات الدورة الثانية والخمسين للجنة الأمن الغذائي العالمي في روما، حيث كان الحدث تحت شعار “الحد من التفاوتات في النظم الغذائية من خلال ريادة الأعمال والمشاريع”. وركزت مداخلة الدكتور مصدق على أهمية الزراعة الحافظة وإدارة التربة المستدامة في تعزيز المرونة وتحقيق العدالة في النظم الغذائية.

استعادة خصوبة التربة وتعزيز الانتاجية…

في كلمته، استعرض الدكتور مصدق مبادرة مشروع مليون هكتار من الزرع المباشر في إطار استراتيجية الجيل الأخضر التي تهدف إلى توسيع نطاق ممارسات الزراعة الحافظة في المغرب، بالشراكة مع مؤسسات بحثية كبرى منها CGIAR، وإيكاردا، والمعهد الوطني للبحث الزراعي، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والمبادرة الزراعية “المثمر”، ومؤسسة “تربة”بالإضافة إلى الجمعية المغربية للزراعة الحافظة وأكد السيد مصدق أن هذا المشروع يعكس رغبة المملكة المغربية في تعزيز استدامة النظم الغذائية، وتحقيق فوائد بيئية واقتصادية للمجتمعات القروية عبر استعادة خصوبة التربة وتعزيز إنتاجية الأراضي الزراعية.

أهمية الزراعة الحافظة …

وأوضح الدكتور مصدق أن أهمية الزراعة الحافظة وإدارة التربة المستدامة تتجلى في كونها أدوات أساسية لمعالجة التفاوتات الهيكلية في النظم الغذائية. فالزراعة الحافظة، بحسب قوله، لا تعزز من إنتاجية المحاصيل فحسب، بل تساهم أيضاً في تحسين صحة التربة وزيادة مخزونها من الكربون، مما يساهم في مواجهة تغير المناخ. كما أشار الخبير الزراعي الدولي إلى أن هذه الممارسات المستدامة لا تقتصر فوائدها على الجانب البيئي فقط، بل تفتح أيضاً آفاقاً اقتصادية واسعة للمزارعين الشباب والمجتمعات المحلية، مما يساهم في تحسين معيشتهم وتوفير فرص عمل لائقة.

الشباب في قلب التحول الزراعي..

ركز الدكتور مصدق في مداخلته على ضرورة إشراك الشباب في هذه المبادرات، إذ يرى أن حماس الشباب وإقبالهم على تبني الابتكارات في مجال صحة التربة والزراعة المستدامة يشكلان مفتاحاً أساسياً لنجاح هذه المبادرات. وأشار إلى أن الشباب، من خلال ريادة الأعمال الزراعية التي اطلقتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يمكنهم تقديم حلول إبداعية للمشاكل الزراعية القائمة، وتحقيق قيمة اقتصادية مضافة تساهم في تحسين دخل الأسر القروية، وتقليل الهجرة نحو المدن.

تحديات وفرص في مجال ريادة الأعمال الزراعية…

وأشار الدكتور مصدق أيضاً إلى بعض التحديات التي تواجه جهود تعزيز ريادة الأعمال في الزراعة، مثل نقص التمويل وصعوبة الوصول إلى الأسواق، مشدداً على أهمية التعاون بين المؤسسات الوطنية والدولية لإيجاد حلول مستدامة. وأشاد بجهود المملكة المغربية، التي تقدم الدعم التقني والمالي لرواد الأعمال الزراعيين، سواء عبر برامج حكومية أو عبر شراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية، مثل مجموعة OCP، التي تساهم بشكل كبير وفعال في دعم المشاريع الزراعية الشاملة وتحقيق الأمن الغذائي.

شكر للمنظمين ودعوة للعمل المشترك…

في ختام مداخلته، وجه الدكتور مصدق الشكر للمنظمين – المملكة المغربية ، وشبكة القطاع الخاص PSM، ومجموعة OCP – على تنظيم هذا الحدث المهم، مؤكداً أن العمل المشترك بين الدول والمؤسسات الشريكة يمكن أن يخلق نظم غذائية أكثر عدلاً واستدامة. وأضاف: “علينا أن نعمل معاً لضمان أن تصبح الابتكارات وريادة الأعمال أدوات قوية لبناء نظم غذائية عادلة وشاملة تلبي احتياجات الجميع، خاصة الفئات الضعيفة”.

مداخلة الدكتور مصدق جاءت لتعكس رؤيته الشاملة وحرصه على توظيف البحث العلمي في خدمة قضايا التنمية المستدامة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، وبناء مستقبل زراعي يتسم بالعدالة والاستدامة.

تعزيز الإنصاف الاقتصادي وتحسين الأمن الغذائي…

من جانبه أبرز نائب المندوب الدائم للمملكة لدى منظمات الأمم المتحدة بروما، عبد الله لغميد، أهمية المقاولات الصغرى والمتوسطة في تعزيز الإنصاف الاقتصادي وتحسين الأمن الغذائي، لا سيما في الوسط القروي.

وأكد السيد لغميد أن المملكة ملتزمة بقوة بدعم المبادرات التي تعزز الشمول الاجتماعي والتنمية المستدامة، مشيرا في هذا الصدد إلى برامج من قبيل “الجيل الأخضر”.

كما شدد على الدور الحيوي للقطاع الخاص في تحويل النظم الغذائية في إفريقيا، مبرزا الحاجة إلى توفير التمويل والخدمات الاستشارية وبرامج التوعية لتمكين المقاولات الصغرى والمتوسطة والمزارع العائلية من الإسهام بفعالية في تقليص التفاوتات.

ومن بين المتدخلين في هذا الحدث، سلط كينيث أوبايوانا، مقاول شاب من نيجيريا والمدير التنفيذي ل”AgriTech Digest”، الضوء على التحديات المتعلقة بنقص التمويل، مشددا على أهمية الابتكار والإبداع كعوامل تغيير.

وقال إن رواد الأعمال الشباب يمكنهم إيجاد حلول مبتكرة لتحسين النظم الغذائية وتقليص التفاوتات حتى بموارد محدودة.

وأتاح هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من البعثة الدائمة للمغرب لدى وكالات الأمم المتحدة في روما، بالتعاون مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وآلية القطاع الخاص ومنصة منتجات الألبان العالمية، والذي أدارته السيدة روبين أندرسون من آلية القطاع الخاص، للمشاركين استكشاف دراسات لحالات ملموسة وتبادل الرؤى حول نهج استراتيجية فعالة لتحقيق تنمية قروية شاملة.

تعزيز التعاون جنوب-جنوب…

كما شارك المتدخلون دراسة حالات توضح نجاح الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص، وأهمية وجود إطار دعم يعزز الابتكار وريادة الأعمال.

وسلط هذا الحدث الضوء على التزام المملكة والقطاع الخاص المغربي باعتبارهما فاعلين رئيسيين في تحقيق الأمن الغذائي الإقليمي والعالمي، مؤكدا على دور المغرب في التنمية بإفريقيا من خلال جهوده لتعزيز مرونة المجتمعات القروية عبر التعاون جنوب-جنوب. ويشجع هذا النهج تبادل المعرفة والخبرات بين الدول النامية، مما يسهم في تحسين الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة.

الاخبار العاجلة