بدأ النشاط الفلاحي في إقليم شيشاوة يعود إلى طبيعته، مع ظهور علامات انتعاش تدريجية في عدة جماعات، على غرار أداسيل، إحدى المناطق الأكثر تضررا من زلزال 8 شتنبر 2023.
وشرعت منطقة أداسيل، الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، على بعد 112 كلم من مدينة مراكش، في استعادة حيويتها السابقة بفضل الفلاحة، التي تعتبر ركيزة حقيقية للنشاط الاقتصادي بالمنطقة.
وتعتبر الشجاعة والأمل والقدرة على الصمود، اليوم، الكلمات المفتاح لدى سكان الدواوير الواقعة في هذه المنطقة الجبلية، الذين شمروا عن سواعدهم أمام حجم الخسائر الناجمة عن الكارثة الطبيعية، لإنعاش أراضيهم والعودة الى حياتهم الطبيعية.
حسين أكور، مربي ماشية بالمنطقة، أعرب عن امتنانه العميق لمبادرات دعم الفلاحين، خاصة توزيع الماشية والأعلاف مجانا، مما مكنه من تحسين وضعيته بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها.
وقال في تصريح صحفي إن “تدابير الدعم عززت بشكل كبير أمل وصمود جميع مربي الماشية بالمنطقة”.
نفس الرأي يتقاسمه معه حميد بن إدريس، وهو فلاح بدوار مجديد، استفاد أيضا من توزيع الشعير والبذور الملائمة للظروف الجديدة لما بعد الزلزال.
وقال بنبرة متحمسة ومفعمة بالأمل، “بفضل هذا الدعم، سنتمكن من إنعاش زراعاتنا وتحسين إنتاجيتنا بغية الإسهام في الأمن الغذائي لمنطقتنا”.
وفي دوار تيكيخت المجاور، بدأت الجهود المبذولة لإصلاح وإعادة تجهيز وملء ساقية تؤتي ثمارها بالفعل، مما خلف سعادة كبيرة لدى السكان الذين لا يخفون ارتياحهم.
وقال عبد الكبير بلحيح، أحد سكان الدوار “لدينا الآن إمكانية الولوج بشكل منتظم إلى مياه الري، وهذا يسمح لنا بحماية محاصيلنا واستئناف أنشطتنا الفلاحية بطمأنينة أكبر”.
وبالإضافة إلى الجهود التي بذلت في أداسيل، تضاعفت مبادرات مماثلة في جماعات أخرى بإقليم شيشاوة، تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية الضرورية لاستئناف الأنشطة الفلاحية.
وأعرب حميد أرسموك، مدير الجمعية ذات الأهداف الاقتصادية “أباينو زيتون شيشاوة” عن امتنانه للدعم الذي تلقاه من أجل إعادة تأهيل مقر هذه الجمعية المتواجد بالجماعة القروية سيدي بوزيد.
وقال “إن تجديد المرافق والتجهيزات مكن من إعادة إطلاق أنشطة تصنيع وتسويق الزيتون، التي تعتبر ضرورية للاقتصاد المحلي”، معربا عن أمله في الاستئناف الكامل والمستدام للأنشطة المرتبة بإنتاج الزيتون، التي تمثل رافعة حقيقية لتحقيق الازدهار الاقتصادي للإقليم.
من جهة أخرى، أكد طارق التويمي، المندوب الإقليمي للفلاحة، على أهمية الجهود المتواصلة لدعم الإقلاع الفلاحي في الإقليم.
وأوضح في تصريح صحفي أن إعادة تأهيل البنية التحتية، إلى جانب برامج دعم الفلاحين ومربي الماشية، تشكل أولوية لضمان الإقلاع الفعال والمستدام.
واعتبر السيد التويمي، أن هذه المبادرات لا تهدف إلى استعادة قدرات الإنتاج فحسب، بل أيضا إلى تعزيز صمود المجتمعات الزراعية في مواجهة التحديات المستقبلية.
بهذه الجهود الكبيرة والدعم المتواصلة من طرف وزارة الفلاحة ، يبرز إقليم شيشاوة كنموذج حي للتعاون والمرونة، حيث يسعى سكانه لاستعادة حياتهم الطبيعية وتحقيق الاستدامة الاقتصادية بفضل الفلاحة، الركيزة الأساسية التي تعزز استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.