متابعة للشأن المحلي بمدينة مكناس محسن الأكرمين.
انتهى فصل الصيف بمكناس خاوي الوفاض من أي تنشيط فني وثقافي. انتهى موسم الصيف، وكانت حينها مديرية الثقافة بمكناس تستمتع في عطلتها المريحة والمستريحة، ولما لا المستديمة من همِّ تدبير أنشطة فنية ثقافية وترفيهية وسياحية بالمدينة، وبالتفاعلية الزمنية، حتى كدنا نُصدق بأن الثقافة بمدينة مكناس قد لا تتحرك البتة إلا بأوامر من القطب الجهوي بفاس !!
فبعد أن حققت مدينة إفران الحدث السنوي بمهرجانها الدولي، كان الثقافة بمكناس في سبات النوم العميق (ومَا فَازَ بها إلا النُّومُ في القبة الخضراء !!). اليوم تطلع علينا تِباعا إعلانات مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية في دورته (23) (من 12 إلى 15 شتنبر 2024 – الموقع الأثري وليلي- مكناس). تطلع علينا ديباجة لم يتغير شكلها ولا موضوعها منذ سنوات (كوبي كولي)، وكأن التعبير اللغوي لم يتغير بتاتا في زمن الذكاء الاصطناعي !!
قد يكون تناص التعامد مع الأمثلة المغربية جد مُعبر (فَاتَكْ التَّنشيط فِي موسم الحصاد الثقافي والفني والترفيهي). نعم، بحق (فَاتْ الفُوتْ، عَادْ جَا تَيْسَوَلْنِي كِيفْ فِينْ هِيَ وليلي…). اليوم، الأسر في تسارع مع الزمن في اقتناء مستلزمات الدراسة لأبنائها. الأسر تعمل جاهدة على تكسير التخامل والعودة إلى الحياة العملية اليومية، ومنظرو وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة (المديرية الجهوية بفاس)، انتهوا من تمرير المهرجانات الجهوية أين ما كانت (القرى والوديان والمداشر…)، وبقي مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية، عالقا في ذمتهم (الإستراتيجية)مثل ذاكَ الذي لم ينجح أولا، وبقي في لائحة الانتظار (تَالَفْ) في شهر شتنبر نستدعيه لدورة استدراكية !!
لا علينا قطار المهرجانات التفاعلية قد (فَاتَ) مروره في الصيف وكان (خاوي الوفاض) بمكناس. اليوم، بقيت نُتف من المهرجانات التي لا تستحيي حتى من النزول في محطات الفشل، سواء في البرمجة، ودمج التوقيت، ومواطن التوزيع. فخلال تصفح البرنامج العام للمهرجان، نجده أنه زاغ عن سكته الأولى والنشأة التي توازي اعتدالا (مهرجان الموسيقى الروحية بفاس) !! نجد أنه تحول من مهرجان (موسيقى العالم التقليدية) إلى مهرجان يحتفي بالموسيقى الشعبية !!؟ ونسمي الأمر (بالعودة القوية !!) لذا قد نتساءل: أين هي الهوية الثابتة الثقافية والفنية والموضوعاتية للمهرجان؟ أين التنظيم المحكم للمهرجان (التشاركية) بغض النظر عن حجم (برمجة سهرات فنية يبلغ عدد عروضها الفنية أربعة وأربعين ” 44″ عرضا) ؟ وهو رقم أخطبوطي !!
لا نعلم من يُساهم (مَنْ التَحْتْ التَحْتْ ) في تبخيس مهرجانات مكناس الفنية والثقافية، وتهميشها إلى غاية الوقت الميت، والبدل الضائع عند (المديرية الجهوية بفاس / مكناس) !! لا نعلم ما دور المديرية الإقليمية للثقافة بمكناس !! وغيابها عن الترافع وتوضيب مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية بالمسؤوليات والتنزيل والإشراف. فمدينة وليلي بحكم التقطيع الترابي تتموضع ضمن خارطة عمالة مكناس، هنا نشتغل وفق البنية المؤسساتية الترابية (فلا تداخل عمودي)، نَعْمل ثانية بقيمة التشاركية/ التشاورية، حتى لا يستبد القطب الجهوي (فاس)، ويُلغي بالتمام الدور الريادي الثقافي والفني لمدينة مكناس.
فمن أزمة معرض الكتاب الذي سبق وأن تم إقحامه بالمدينة بالكره بالساحة الإدارية وغياب التشاور سابقا !! إلى مهرجان وليلي الذي بات في حكم الوصاية الجهوية (وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة). فقرابة (23 سنة) لم يتم التفكير حتى في إنشاء قاعة حديثة تحتضن البرنامج الافتتاحي بموقع وليلي (بدل الفضاء المتعري على السماء). (23 سنة) والقيمين على المهرجان يرددون مقولة :” يعتبر مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية، من المهرجانات التي ترتبط بموقع أثري وتاريخي قديم …” و وليلي (الطيعة / المسكينة) لا تستقبل غير يوم الافتتاح !!
غير ما مرة، نبهنا إلى أن الاحتفال مهما كان يجب أن يكون ” فنا وفكرا مواطنا ووطنيا” (لا استعراضات من البهرجة الرخوة !!) ، اليوم نُنبه المسؤولين عن البرمجة والتخطيط ( لجهوية وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة/ فاس مكناس)، خوفنا بأن يُصبح مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية من أشباه المهرجانات بالاستصغار والتحجيم والتضييق !!