مكناس:إحياء الذكرى الـ87 لمعركة وادي بوفكران: إشادة بتضحيات الوطنيين ودور المسجد الكبير في ترسيخ الوعي الوطني

مراسلة: شيهب عبدالحق /دنيا البغدادي beladinews.ma

نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الثلاثاء، مهرجانًا خطابيًا تحت عنوان “دور المسجد الكبير في أحداث معركة وادي بوفكران وترسيخ الوعي الوطني”، وذلك في قاعة الاجتماعات بملحقة عمالة مكناس، احتفالاً بالذكرى الـ87 لمعركة وادي بوفكران التاريخية.

وفي كلمته بهذه المناسبة، أشار المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، إلى أن هذا اللقاء يأتي تكريمًا لواحدة من أبرز الملاحم الوطنية التي لا تزال محفورة في الذاكرة التاريخية للمغاربة. وأكد الكثيري على أن انتفاضة ماء بوفكران، التي وقعت بين الأول والثاني من شتنبر 1937، كانت انتصارًا على القوات الاستعمارية، حيث جسدت شجاعة وصمود سكان المنطقة الذين كانوا مدفوعين بروح وطنية قوية لمقاومة الاستعمار، مما يثبت أن كفاح المغاربة لم يتوقف رغم غطرسة المحتل.

وأضاف الكثيري أن هذه الانتفاضة جاءت كرد فعل قوي على المرسوم الوزاري الصادر في 12 نونبر 1936، الذي استهدف تحويل مجرى مياه وادي بوفكران لصالح المعمرين الفرنسيين، مما أدى إلى حرمان سكان مكناس من حقهم في سقي أراضيهم. وأشاد في هذا السياق بالتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء والمقاومون الوطنيون من أجل نيل الاستقلال، مشيرًا إلى أن سكان مكناس شكلوا ركيزة قوية لدعم الحركة الوطنية.

كما استحضر الكثيري خطاب المغفور له الملك الحسن الثاني، خلال زيارته لمكناس في 27 يوليوز 1992، حين تحدث عن معركة وادي بوفكران قائلاً: “بوفكران وما أدراك ما بوفكران… لأنني عندما فتحت عيني في الثامنة من عمري وقعت واقعة بوفكران. استشهد فيها الرجال والنساء، حيا الله شهداء بوفكران، وحيا الله الناس الذين ضحوا بكل غال ونفيس في سبيل الحفاظ على مائهم”.

من جانبه، أشار رئيس المجلس العلمي المحلي بمكناس إلى أن المسجد الأعظم بالمدينة شهد صلوات ملوك العلويين، حيث صلى فيه كل من الملك محمد الخامس، والملك الحسن الثاني، والملك محمد السادس، وأحمد البصري.

وتخلل الاحتفالية تكريم مجموعة من الشخصيات المحلية، منها بن داود فرقاش، بن سالم بيبد، مسعود اهلال، الحسن المرزوقي، أحمد الحياني، محمد بقرو، علي بانيحي، واليزيد الرحموني، تقديرًا لتضحياتهم في سبيل الوطن.

كما شارك في الندوة الفكرية كل من رئيس المجلس العلمي المحلي بمكناس حمو أورامو، والأستاذ الجامعي محمد البركة، ومدير مديرية الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حميد معروفي، والأستاذ الجامعي عبد اللطيف الخمار.

وقد شهد هذا اللقاء حضور عدد من الشخصيات الرسمية والمحلية، من بينها عامل عمالة مكناس، والكاتب العام للعمالة، ورئيس الشؤون الداخلية، ونائب والي الأمن، ومسؤولو الدرك الملكي والقوات المساعدة، بالإضافة إلى رؤساء المجالس المحلية والبلدية.

مقالات مشابهة