متابعة محسن الأكرمين.
قد تتوافد علينا أخبار متواترة فيما يقع داخل طنجرة الضغط بالنادي الرياضي المكناسي لكرة القدم بالتسارع والارتباك، و كذا الخوف من فزع المآلات. قد نكون من بين المحللين الذين يرفعون (لوغو) الكوديم فوق كل الاعتبارات الضيقة، وكل الاختلافات الصحية الداخلية. فمن الصعب أن تدخل الكوديم في دوامة قد لا نعرف مخارجها النهائية بالتفصيل والدلالة، ومدى أثرها الخانق على طموح النادي في موسم رياضي بمعايير مخالفة ومختلفة.
على مدى متابعتي لشأن الكوديم، كنت دائما ولازلت مع المأسسة، و ترصيد الحكامة داخل النادي بمقوماتها الديمقراطية. كنت من بين مساندة مقولة (دعه يعمل دعه يسير)، وسأبقى وفيا لهذا النهج الذي يرتب مصلحة الكوديم فوق كل الاعتبارات الشمولية. قد لا أبكي على الأطلال، وقد لا أصنع جزء من المظلومية لأحد، أومحاولة الانسياق جانبا مع أي كان، أو خارج المرجعية القانونية. لكني أؤكد أن كل الأحداث والوقائع والبلاغات (المتتالية)، توضح وتكشف بالعين المجردة أن رئيس النادي خالد تعرابت لم يعد يرغب في مداومة مهامه واختصاصاته القانونية باعتباره الرئيس المؤسساتي لجمعية النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم. حتما وبحق الله، فقد كان الرئيس خالد تعرابت من بين الركائز الأساسية في صناعة ملحمة الصعود نحو قسم الصفوة، لذا قد لا نبخس الرجل حقه وإعلاء قبعة التقدير والاحترام له، مادام التاريخ قد سجل أن هذا الانجاز يرتبط حتما بتدبير خالد تعرابت للمكتب المديري للنادي الرياضي المكناس لكرة القدم مع تشاركية مع الفاعلين الأساسيين.
اليوم، لن نتوقف عند أنفاق الإكراهات بعينها. لن نتوقف عن مجاري الخلافات الداخلية ببيت الكوديم الداخلي. فللكوديم رب يحميها حتما، وهي في قلوب الجميع حصن محصن من التجاذب مهما كانت شدته وبؤره الارتدادية. اليوم يجب أن يكون الحديث عن الحلول الممكنة بالاستعجال والفقه القانوني مستقبلا، ولما لا التدبير العقلاني لمرحلة مفصلية انتقالية في تاريخ النادي، وهذا ما كنا نكرره دائما من خلال سؤال : كيف ستكون الكوديم ما بعد تحقيق الصعود لقسم الصفوة؟
اليوم، لن نبحث عن التوافقات التي أفسدت النادي أياما وسنينا من السنوات العجاف (11سنة). اليوم يجب أن تحضر الحكامة والقانون التنظيمي (المرجعية القانونية فقط)، أن نستحضر التدبير المؤسساتي، وبلا عشوائية ولا ارتجالية ترجعنا سنوات للوراء. فحين أعلن الرئيس خالد تعرابت تفويض أجزاء من بعض مهامه واختصاصاته للنائب الأول أو لأعضاء المكتب (لجنة تدبير الانتدابات)، فإنه كان على علم سبقي بعدم إحداث فراغ قانوني في تدبير شأن النادي الداخلي والمستقبلي، وفي استقطاب الانتدابات الممكنة لبداية موسم رياضي تفاعلي.
فالرئيس حسب إفادة له يقول: ( انتهت مرحلة خالد تعرابت بما لها من إيجابيات ونتائج، انتهت بانتشال فريق النادي المكناسي لكرة القدم من قسم الهواة نحو قسم الصفوة الثاني ثم الأول، هي صنعة تحققت بتضافر مجموعة من الجهود الكلية بالمدينة، والتحمت أيد لها الفضل فيما تحقق وما أنجز. انتهت مرحلة خالد تعرابت وقد أُعلن استقالتي عشية الجمع العام (25 يوليوز 2024)، بعد أن أؤمن طبعا الاستمرارية، وتحصين المكتسبات بلا ردة…).
نعم، كما قلت بعثرة بعض من أوراق النادي في عز قوته وأدائه، أمر مُفزع لكل متتبع عن قرب. أمر يستوجب التفكير ما بعد الرئيس خالد تعرابت؟ نعم الفراغ القانوني قد لا نجده في النص المنظم لبنود وفصول الجمعيات (القانون الأساسي التنظيمي للمكتب المديري للنادي الرياضي المكناسي لكرة القدم)، لكنا بالطبع والاعتدال نروم نحو صناعة رؤية استشرافية لما بعد الجمع العام العادي (غير الانتخابي) الآتي. نروم إلى مداومة المأسسة من خلال التفكير في لجنة (المصالحة) المؤقتة لتدبير شأن الكوديم إلى غاية الجمع العام الانتخابي. نروم إلى تحريك كل الأنفس والأيادي السمحة بالمدينة لدعم الكوديم في لحظات مفصلية من تاريخ عودتها نحو الاحتراف الأول، وتحصين المكتسبات الممكنة، فيكفي المدينة نكسات رياضية المتتالية.