الحلقة الثالتة: إفران وأفق إرساء هياكل المدينة الذكية.


هيئة التحرير.

يوميات الإقامة بمدينة إفران لتميم حلقات الريبورتاج، ازداد عشقنا لهذه المدينة الساحرة بأنسنتها الاجتماعية. ازداد ارتباطنا بفتح تلك الحوارات بدون كلفة مع مجموعة من المواطنين الوافدين على المدينة. ازداد إعجابنا بكرم الضيافة الأصيلة من ناس الجبل الشامخ بموضع قلب الأطلس المتوسط.
فإذا كانت مدينة إفران قد خرجت بأقل تكلفة بشرية ومالية من أزمة (كوفيد 19)، فإن آثار سنوات الإغلاق والحجر الصحي والإغلاق، قد بدت ظلالها تظهر على منسوب التنمية بالمدينة، وعلى التمويلات التدفقية المالية للسياحة. ورغم، ذلك فالمدينة قد حافظت على استقطاباتها السياحية بكل أنواعها، سواء منها الداخلية أو الخارجية. حافظت إفران على جماليتها البيئية، ولمستها الطبيعية الحصرية.


ففي جولة بالمدينة ونحن عائدين من منتزه (رأس الماء)، وقفنا على بنية التنشئة العمرانية في تطور مستديم، وفي نظام تهيئة حضرية صارم بالجدية والدقة. تهيئة حضرية تحترم الغايات الكبرى من الجواب عن سؤال: كيف الإبقاء على علامة مدينة إفران الحصرية، بدوام البيئة النظيفة والمساحات الخضراء؟
وفي ارتشاف بن دافئ ومليح، كشف لنا المصدر المسؤول (آثر عدم ذكر اسمه أوصفته)، أن مدينة إفران قد خطت خُطوات سريعة بالنوعية الأنيقة تجاه تكريس التخطيط للمدينة الذكية مستقبلا، والعمل على خلق التقاطعات الممكنة بين جميع القطاعات الحيوية بالإقليم، والمؤسسات الرسمية.


اليوم يقول جليسنا المسؤول: أعطيكم مثالا بسيطا على التدبير الذكية لبنية استهلاك الكهرباء العمومية، حيث بات التحكم في الشبكة يدبر بالشكل الذكي من حيث حجم الإنارة (القوة والتردد المتوسط)، ومن حيث تغيراتها إشعاعها ضمن الزمن الليلي بين القوة والتخفيض، وهذه العملية تساهم طبعا في التقليل من الاستهلاك العمومي للكهرباء، فضلا عن عمليات الاقتصاد والاستدامة. وقد أكد أن التفكير في خلق شبكات من الإنارة المستخلصة من الطاقة النظيفة، قد بات بالمدينة قاب قوسين من التنزيل، على أساس التجريب الموضعي ثم التعميم الكلي على جغرافية الإقليم.


وفي القريب بعد استيفاء الدراسات ومنظور الجدوى الاستراتيجي، يقول المسؤول: أن مؤسسة العامل بالإقليم ستعلن عن بدايات استبدال النقل العمومي داخل المجال الحضاري للمدينة (الطاكسيات) سيارات الأجرة، بنوعية بديلة تحمل المحركات الكهربائية (الطاكسيات النظيفة الصديقة للبيئة/ الخضراء). وفي حالة تنزيل هذا المشروع والذي يحتاج أولا إلى دعم مباشر لتغيير المركبات العاديات بالمركبات الكهربائية (الصديقة للبيئة)، فضلا عن مواقف ذكية للتزود بالكهرباء لخزانات البطاريات (الباتريات).


الختم، كما قال محاورنا المسؤول، أن مدينة إفران تتحرك بالنوعية والتحدي، وبخطط استراتيجية، والتخطيط في إنشاء أول مدينة ذكية على صعيد جهة فاس مكناس. أن مكونات مؤسسة العامل، تعمل بالتوازي مع المؤسسات التمثيلية للساكنة، وتبحث دائما عن الصيغ التي تفرد مدينة إفران بالتميز والسبق في التنمية والرفاه الاجتماعي. ولا أخفيكم اليوم سرا، حين أفصح لنا : أن التخطيط في إنشاء محطات موزعة بالدقة على الغابات تزرع فيها كاميرات المراقبة فيما يهم الحماية من الحرائق، ونحن نعاني من مواسم الجفاف المتتالية قد بات وشيك التنزيل والتفعيل، فضلا عن إمكانية استغلال طلعات منتظمة لطائرات (الدرون المسيرة/ Drone)، تقوم بنفس المهمة والاستطلاع الذكي عن بوادر نشأة الحرائق، والبؤر المعرضة لها.


في حقيقة كان فنجان البن عطرا مع حديث المسؤول. فرغ أنه رغب في عدم ذكر اسمه، ولكنا نوصل الشكر الموصول له بالتقدير على الشفافية التامة ومشاركتنا في إغناء استطلاعنا الصحفي، مع وعود منه في حالة الانتهاء من الرؤية

الإستراتيجية بالاستيفاء بالأرقام التقديرية، ستكون بفضل الله من نصيبنا لأجل قراءة تامة لأفق الإعلان: إفران أول مدينة ذكية على صعيد جهة فاس مكناس.

يتبع …