آخر الأخبار
أيقونة الملاعب والتدريب حمادي حميدوش في خروج اعلامي بعد الوعكة الصحية التي ألمت به.... والحمد لله عل... اتهامات خطيرة دون أدلة: استهداف الإعلاميين بمكناس بين الواقع والمغالطات الجديدة : إنطلاق فعاليات المعرض الدولي للبناء في دورته 19 والممتد من 20 إلى 24 نونبر الجاري توقيف شخصين بطنجة وبحوزتهما 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا أعمال صيانة الطرق بمدينة الحاجب: تعزيز البنية التحتية وجودة الحياة للسكان حملة طبية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم بمركز المصاحبة وإعادة الإدماج بمكناس السفارة المغربية ببلجيكا والقنصلية العامة بأنفيرس تنظمان حفل استقبال بمناسبة عيد الاستقلال. العصبة الوطنية لفرق الأحياء لكرة القدم تنظم دوري ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال المجيد تحت شعار: "النموذج التنموي الجديد في خدمة الثقافة الحسانية وعمقها الإفريقي" مدينة الرباط على موعد مع... الرباط : رئيس الحكومة عزيز أخنوش يترأس إجتماعا لمناقشة تفعيل قانون العقوبات البديلة

تفاصيل معركة الأرك.. آخر انتصارات المسلمين في الأندلس

[بلادي نيوز]8 يناير 2024
تفاصيل معركة الأرك.. آخر انتصارات المسلمين في الأندلس

أحمد الحمصي

معركة الأرك هي معركة فاصلة في التاريخ الإسلامي في الأندلس وقعت في 18 يوليو/ تموز 1195م الموافق لـ 9 شعبان 591 هجري، ودارت رحاها  بين قوات الموحدين بقيادة أبي يوسف يعقوب المنصور، وجيش ملك قشتالة ألفونسو الثامن.

وتُعد من أبرز المعارك بين المسلمين والكاثوليك في الأندلس، إذ اعتبرها المؤرخون أحد أكبر انتصارات المسلمين على أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية.

لماذا سميت معركة الأرك؟

لأنها وقعت قرب قلعة الأرك، التي كانت نقطة الحدود بين قشتالة والأندلس. وينسب المسلمون المعركة لهذه القلعة كما ينسب المسيحيون اسم المعركة أيضا لهذه القلعة (Alarcos)، حيث يطلقون عليها كارثة الأرك لعظيم مصابهم فيها.

لحظات ما قبل المعركة

قام ملك البرتغال سانشو الأول عام 1191م، وبمساعدة القوات الصليبية باحتلال مدينة شلب المعروفة اليوم باسم “سلفز”. وعندما علم السلطان الموحدي، يعقوب المنصور، بذلك قام بتجهيز جيشه وعبر البحر لبلاد الأندلس، وتمكّن من محاصرتها مسترجعا المدن التي كان قد أخذها المسيحيون قبل أربعين سنة.

فسكن الرعب ملوك أيبيريا، خاصة ألفونسو الذي سارع إلى طلب الهدنة والصلح، وقبِل السلطان يعقوب المنصور الهدنة التي دامت 5 سنوات، لكن مجرد ما انقضت مدة الهدنة حتى أرسل ألفونسو جيشا كبيرا إلى بلاد المسلمين، فنهبوا وعاثوا فسادا وكانت هذه الحملة استفزازية أتبعها ألفونسو بخطاب استهزاء وسخرية وجهه إلى السلطان يعقوب المنصور، حيث دعاه إلى مواجهته مستخفا به.

لم يهضم السلطان خطاب السخرية، وقام بجمع جنده والعديد من المتطوعين من البربر وعرب إفريقيا.

فتجمع له جيش يقول المؤرخون أنه تجاوز 100 ألف مقاتل. وانطلق المنصور بجيشه إلى بلاد الأندلس، ثم توجه بعدها إلى طليطلة عاصمة مملكة قشتالة، بعد أن مكث قليلا بإشبيلية.

كان أبو عبد الله بن صناديد أحد قادة الحرب الأندلسيين الذي كان من أعقل وأخبر زعماء الأندلس بمكائد الحروب فأشار على السلطان المنصور باختيار قائد موحد للجيش كما أشار عليه بتقسيم الجيش إلى أجزاء على النحو التالي:

  • الأندلسيون ويقوده أحد زعماؤهم حتى لا تضعف عزيمتهم عندما يولى عليهم أحد ليس منهم -اختير ابن صناديد لقيادتهم-. ويوضع في ميمنة الجيش.
  • العرب والبربر ويوضعون في الميسرة.
  • الجيش الموحدي النظامي ويوضع في القلب.
  • المتطوعون من عرب وبربر وأندلسيين ويوضعون في مؤخرة الجيش لضعف خبرتهم بالقتال.
  • السلطان المنصور وحرسه وجيشه الخاص وبعض المتوطعين كقوات احتياطية تعسكر وراء التلال على مسافة قريبة من المعركة، ثم تنقض فجأة على العدو بهجوم مضاد متى لزم الأمر.

استجاب السلطان لإشارة ابن صناديد وعينه قائدا للجيش الأندلسي واختار أحد وزرائه وهو أبو يحيى بن أبي حفص كقائد عام وكان السلطان يمر على أفراد جيشه ويحمسهم ويبث فيهم الشجاعة والثقة بنصر الله.ومما يروى ان السلطان المنصور خطب في الجيش بعد اكتمال الحشد والاستعداد وقال:«اغفروا لي فان هذا موضع غفران وتغافروا في ما بينكم، وطيبوا نفوسكم واخلصو الله نياتكم». فبكى الناس جميعا.

على الجبهة الأخرى حاول ألفونسو الحصول على بعض المدد والمساعدات من بعض منافسيه السياسيين ملوك نافارة وليون فوعدوه بالمدد إلا أنهم تعمدوا الإبطاء فقرر خوض المعركة بما معه من القوات التي لم تكن بالقليلة فقد أوصلها المؤرخون إلى حوالي 60 ألف مقاتل منهم فرسان قلعة رباح وفرسان الداوية.

السلطان يعقوب المنصور يلقن ألفونسو الثامن درسا

وعلى مقربة من حصن الأرك الحدودي، ألحق جيش الموحدين هزيمة كبيرة بجيش ألفونسو الثامن، الذي كان يطمح لاجتياح ما تبقى من حواضر الأندلس الإسلامية.

وكان الجيش القشتالي يحتل موقعا استراتيجيا يطل على القوات المسلمة، وقد كانت قلعة الأرك تحميهم من خلفهم.

وجمع ألفونسو جيشه، وحفز جنوده على طرد المسلمين من الأراضي المسيحية، ورغم أن ملكي نافارا وليون وافقا على إمداده بالدعم، إلّا أن العداوة بين الممالك جعلتهم يتأخرو، فلم يجد ألفونسو أمامه من خيار إلا خوض المعركة لوحده.

وفي بداية المعركة، تمكّن ألفونسو من تحقيق النصر وهزيمة المسلمين، لكن الفرحة لم تدم طويلا، إذ سرعان ما انقلبت الكفة وتغيرت نتائج المعركة، لصالح جيش المسلمين بقيادة المنصور.

وتقهقرت قواته وانسحبت من ساحة المعركة، وفرّ ألفونسو عائدا إلى قشتالة بعد هزيمة نكراء، حيث سقطت تالافيرا وتروخيو والعديد من المدن الكبرى المحيطة بطليطلة، عاصمة قشتالة حينها.

نتائج معركة الأرك

أكمل جيش المسلمين سيطرته على عدة قلاع وحصون وأراضي القشتاليين، كما غنم المسلمون أموالا وجواهر وعتادا لا يحصى.

عاد ألفونسو المهزوم إلى عاصمته طليطلة، لكن السلطان المنصور حاصر طليطلة أيضا.

واستمر الوضع على ما هو عليه طيلة 17 عاما، حافظ المسلمون فيها على مكاسبهم من معركة الأرك، حتى وقعت معركة العقاب.

الاخبار العاجلة