بلادي نيوز: عمر أعكيريش
ثمة شعور ينتابني في كل مرة أعقد فيها العزم لزيارة إقليم أسا الزاك، أبحث في دواخلي عن ماهية هذا الشعور والإحساس الغريب، فلا ألبث أن أجده، إنه شعور العائد إلى ” موطنه” وما يمنحني هذا الإحساس الجميل، ذلك الدفء الذي يحس به الزائر، حتى لو كان غريبا عندما يلتقي بأهل هذا البلد الطيب.. الابتسامة لا تفارق محيا ساكنة أسا الزاك حتى في أحلك الظروف، الترحاب ديدنهم، والكلمة الطيبة لسان حالهم وخلقهم..
في هذا الجزء من الوطن، بالمحبس، تتقارب القلوب وتتظافر الجهود، بعد كل لقاء سنوي يقيمه الغيورين على وحدة الوطن من أبناء أسا الزاك تخليدا لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، فتشد الأيدي على بعضها، تتعاهد السير على الدرب، إنه الأمل المغربي والهمة المغربية، هي الروح الأصيلة التي يتسم بها أبناء هذه المنطقة الحرة المشبعة بالوطنية..
هي أيام مباركة من 4 إلى 6 نونبر، يحرص أبناء أسا الزاك على أن يحتفلوا بها، “سلطة إقليمية، هيئات منتخبة، مجتمع مدني وساكنة محلية”، أسوة بالمغاربة قاطبة من طنجة إلى الكويرة، لما لها من دلالات عميقة في وجدان كل مغربي تنبض ثنايا فؤاده بحب الوطن والتشبت بوحدته الترابية..
48 سنة مرت على انطلاق معجزة القرن المسيرة الخضراء التي نادى بها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، ومن حقها علينا أن نقف أمام هذا الحدث العظيم إجلالا وإكبارا، وأن نتأمل جيدا في معانيها ودلالاتها، وأن نرسم للأجيال القادمة صورا مشرقة عن هذا الحدث، مبرزين أن للمغرب خصوما همهم المس بوحدتنا الترابية وزعزعة استقرار البلد، وعلينا الحرص ” كل الحرص” من “بعض” أعداء الداخل قبل الخارج..
ذكرى عظيمة، وحدث مميز، مناسبة سانحة لإعطاء انطلاقة مشاريع تنموية تعود على الوطن بالرفاه والتقدم، وما ذلك بعزيز على شعب ومسؤولين عودونا على الإنجازات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده..