محادثة هاتفية بين تبون وماكرون حول “انقلاب النيجر” تخلق أزمة دبلوماسية حرجة للجزائر.

بلادي نيوز

أجرى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قبل عدة أيام، تناولوا فيها مسألة “الانقلاب في النيجر” وتسربت تفاصيل هذه الاتصالات إلى قادة المجلس العسكري في نيامي.

وبناءً على ما أفادت به مجلة “مغرب أنتلجنس”، يظهر هذا التسريب كونه سببا في نشوب أزمة ثقة بين الجزائر ونيامي. تم التنويه إلى أن الرئيسين ماكرون وتبون تحدثا بسرية حول الوضع النيجري والنهج الذي اقترحته الجزائر لحل هذه الأزمة وإدارة فترة انتقالية مع المجلس العسكري في نيامي.

وفي إطار هذه المكالمة الهاتفية، أُشيع أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قدم تصريحات انتقادية شديدة اللهجة ضد الجنود الذين قاموا بالانقلاب في نيامي.

بعد عدة أيام، أفاد المصدر أن المخابرات الجزائرية علمت أن التسجيلات الهاتفية بين تبون وماكرون قد تسربت وتم تسجيل تصريحات تبون ضد المجلس العسكري النيجيري، ثم تم نقلها إلى كبار الشخصيات في النيجر.

وزاد المصدر أن هذا الوضع غير المسبوق خلق توترات قوية داخل قنوات الحوار المباشر، التي أقامتها المخابرات الجزائرية مع المجلس العسكري النيجري، الذي ينتقد مسؤولوه اليوم الجزائر لتبنيها موقف “التعامل المزدوج”، والنفاق الكامل تجاه النيجر منذ ظهور الرئيس الجزائري.

وأضاف المصدر بأن المخابرات الجزائرية تشتبه بوجود “طعنة في الظهر” من المخابرات الفرنسية، حيث كان من المفترض أن تحصل على نسخة من التسجيلات الهاتفية بين تبون وماكرون لتسريب بعض المقاطع الأكثر حساسية إلى المجلس العسكري في نيامي.

ونظرا لهذا الوضع، يبدو أن أجهزة المخابرات الجزائرية تشكك بشدة في محاولة نظيرتها الفرنسية تعطيل جهودها التفاوضية مع الجيش النيجيري، بهدف تهدئة الوضع السياسي في البلاد والوصول إلى حل سلمي للأزمة التي تعصف بالنيجر، وبالتالي تجنب الخطر الناجم عن التدخل العسكري الأجنبي ضد السلطة العسكرية في النيجر.

وعلى ضوء هذه الأحداث، أجرت المخابرات الجزائرية تحقيق عميق لفحص ملابسات هذا التسريب وتحديد من يقف وراءه. وطلب الجنرالات في الجزائر من الرئيس عبد المجيد تبون تقليل التواصل المباشر مع إيمانويل ماكرون بشكل رسمي، في انتظار معرفة التفاصيل الحقيقية لهذا التسريب.