محسن الأكرمين.
في موكب جنازة مهيب بالدعاء الرباني، والأسى والحزن البادي في وجوه كل من حضرها عصر أمسية ليلة عيد الأضحى انطلاقا من مسجد (لالة خضراء) بحي القصبة، تم تشييع جنازة المرحوم الشاب معاد السعدوني. المرحوم برحمة الله ابن حي القصبة العريق في التاريخ بمكناس، ابن الأسرة التقليدية والأصول الطيبة، من بيئة الوسط الرياضي، وابن السيد عبد اللطيف السعدوني اللاعب السابق بفريق الأطلس (القصبة)، ورئيس جمعية الملحون بنفس الحي.
قدر الله بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج،أن أسلمت روح معاد السعدوني لباريها بعد فجر ليلة الوقوف بعرفة. وقد خلف فقدان معاد الشاب الخلوق الطيب، والذي كانت البسمة لا تفاق ملامحه السمحة، حزنا عميقا عند عموم حي القصبة وأكدال، وكل معارفه بمدينة مكناس وفي ربوع المملكة.
اشتغل المرحوم قيد حياته بالتعليم بمدينة بني ملال، لكن عشقه للصحافة والسلطة الرابعة جعلته يتجه صوب معهد التكوين في المجال الصحافة والإعلام، وبعد تخرجه أجرى تكوينا بجريدة المساء… ثم التحق صحفيا مهنيا بإذاعة (مدينة إف إم / Medina FM)، حيث نشط مجموعة من البرامج ذات الحمولة الاجتماعية، وبجرأة الشباب في المعالجة واقتحام مواطن المسكوتات والصامتة. ومن بين الحسنات التي زادتني صداقة بالرجل رحمه الله، أنه استضافني في أمسية حول قضايا مكناس الكبرى التي تهتم بالشأن المحلي.
توفي معاد رحمه الله برحمة تُسكنه
الفردوس، وهو يعشق مكناس المدينة الطيبة الطيعة. قُبضت روحه وهو كان يحلم بتغيير إيجابي في المدينة من وراء (ميكروفون / Microphone) إذاعة (مدينة إف إم / Medina FM) والتي تقتحم المواضيع المشكلة، وتعري عن تجلياتها البينة، وتضبط البدائل بالايجابية والرؤية المستقبلية المستقلة، توفي معاد السعدوني (رحمه الله) وقد ترك سجلا خالدا بصوته السجي، وكلماته النابضة من قلبه الطيب، ترك غصة في حلق كل طاقم الإذاعة بالبكاء والدعاء.
لله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى. فعزاؤنا لكل أفراد عائلته الصغرى والكبيرة، عزاؤنا لساكنة القصبة وأكدال بالتخصيص ومكناس بالتعميم، عزاؤنا إلى كل أصدقائه ومعارفه، عزاؤنا إلى أسرته الثانية الإعلامية والصحفية بإذاعة (مدينة إف إم / Medina FM)، عزاؤنا جميعا في اسم المرحوم، فإن العين تدمع يا معاد، والقلب يحزن يا معاد، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا يا معاد ، وإنا لفراقك يا معاد لمحزونون.