غدا، سيستقبل المغاربة وفي مقدمتهم ملك البلاد محمد السادس أسود الأطلس، اعترافا بالإنجاز / الاعجاز/ التاريخي العظيم بكأس العالم بقطر، دوحة العرب.
غدا مسيرة من مسيرات المغرب الحديث، مسيرة حبلى بالقيم التربوية السليمة وبقيم الجد والاجتهاد،،،مسيرة أبدعتها المستديرة الملهمة لكل شعوب الكون،،،مسيرة أبدعتها أقدام شباب أسود الأطلس وجماهيره المغربية التي حجت إلى دوحة العرب، ديار قطر الشقيقة، لتشجيع المنتخب الوطني المغربي، وأيضا لتبليغ رسالة الحضارة المغربية التليدة الناطقة بكل الحب والسلام وغنى التراث وتنوع الموروث الحضاري والتاريخي بتفرد الخصوصية المغربية الأصيلة التي تمتح جذورها من أربعة عشرة قرنا من الابداع .
غدا أيها المغاربة، ستكونون في مسيرة الاعتراف بما بذله أشبالنا الأشاوس من ابداع كروي في ملاعب قطر العجائبية وأمام أعتى الفرق الكروية العالمية، وفي محفل كروي كوني للتباري .
غدا ستكونون في مسيرة الاعتراف بطاقة الاعجاب والحب والنصر الذي أجمع عليه العالم للمنتخب المغربي،،،،ستُشْهدون العالم على ماجبُل عليه المغاربة من قيم النبل وثقافة الاعتراف لكل الشعوب العربية والأفريقية والإسلامية والعجمية شرقا وغربا، ولكل الدول التي ساندتنا وشجعت أسود الأطلس في كأس العالم.
غدا ستكونون مع لحظة تاريخية مميزة مطرزة بنياشين الفخر والاعتزاز بأبطالنا بقيادة مدربهم وليد الركراكي، الشاب الملهم والعبقري بتواضعه وبحلمه وبنيته وبجديته وبقدرته على جعل كتيبته الكروية بمثابة رجل واحد على قلب واحد وبرؤية واحدة منسجمة وهادفة ومؤثرة..
غدا مسيرة الإعتراف بأمهات وأباء اشبالنا وأبطالنا الذين خطفوا قلوب الملايين في جميع أصقاع العالم، وحلحلوا مفاهيم القيم الكونية الغربية المبنية على الفردانية والحرية المطلقة في كل هذه القيم حتى بدت بغير ذي نكهة حياة ولا نَفَس و لا ذوق إنساني… ومن خلال هذه الأمهات الأبطال، سنعترف غدا أيضا بكل أمهات المغرب وبالمرأة المغربية عموما التي أبانت على مر العصور بقوتها وحنكتها ودربتها وخصالها الحميدة واتزانها وحرصها على تربية أبنائها تربية وطنية، إسلامية سليمة ومنفتحة على باقي الثقافات ومؤثرة فيها أيضا.
غدا مسيرة شعبية جماهيرية، سنشكر فيها كل القنوات الاعلامية الدولية والمواقع الالكترونية والرقمية، وكل الباحثين والمحللين والشعراء والأدباء والمؤثرين ولكل صانعي المحتوى الذين أنطقهم ابداع اسود الأطلس الذين بلغوا المربع الذهبي، وكادوا يصلون النهائي لولا ظلم حكمي المباراة في مقابلتي فريقنا ضد الفريق الفرنسي وضد المنتخب الكرواتي في مباراة الترتيب. وقال كل هؤلاء كلمة حق عبر شاشاتهم، وحرصوا على تحليل منطقي وسهروا على محتوى موضوعي وجيد في كل منصات التواصل المفتوحة أمام الشعوب كلها. لهؤلاء جميعا نقول لهم غدا،،، شكرا لكم بملأ الفم،،،شكرا لكم بكل الحب والعيش المشترك من أرض حوار الحضارات ، أرض السلام والأمن والأمان ،أرض الرباط ومدينة الأنوار وعاصمة الثقافة للمملكة المغربية الشريفة ،، شكرا لكم، لقد فهمتمونا اليوم أكثر من أي وقت مضى…
– بقلم الاستاذ عبدالسلام العزوزي