متابعة محسن الأكرمين.
برسم الجولة التاسعة من قسم الهواة استقبل نادي الكوكب الرياضي المراكشي بالملعب الكبير فريق النادي الرياضي المكناسي. المباراة كانت متحركة وجد قوية بالندية والحربية، وأبان فيها الفريقين استحضار الماضي البهي في القسم الأول الاحترافي/القديم، حيث كانت آخر مباراة بين الفريقين في القسم الأول موسم سنة (2008) بالملعب الشرفي بمكناس والتي كانت قد انتهت بنتيجة التعادل (2-2).
الجمهور المراكشي حضر بقوة إلى الملعب الكبير، وأشعل الشهب الاحتفالية، ثم خرج في النهاية غاضبا من نتيجة المباراة. كانت المباراة حتما مباراة تُلعب بين المدربين رضوان الحيمر والحسين أوشلا، حيث كل واحد منهما يبحث عن فك شفرة اختراق دفاعات الآخر، وتحقيق هدف السبق، ومن كان يسجل السبق يربح المباراة.
بداية المباراة كانت جل أطوارها بحدود الدقيقة (15) لصالح الكوكب المراكشي، عبر امتلاك الكرة بالتمام، والتحكم في وسط الملعب الكبير. بعدها تحركت آلة الرد من قبل لاعبي النادي المكناسي، بمرتدات سريعة، واللعب بالكرات الطويلة تخترق خطوط الدفاع المراكشي، حيث ما مرة شكل لاعبو النادي المكناسي ضغطا ومحاولات جادة وحقيقية للتهديف.
انتهى الشوط الأول بصافرة الحكم والتعادل السلبي (0-0)، ونداء الجماهير المراكشية (لا… لا ما بغيناش التعادل)، وقد نقول: أن خطة رضوان الحيمر قد أفشلها الحسين أوشلا في الشوط الأول بمرتدات هجومية سريعة، وكرات طويلة وراء ظهر المدافعين، ودفاع متقدم ومتحرك نحو الكرة بالسبق.
مابين الشوطين كان يظهر على رضوان الحيمر التوتر، وعدم الرضا من النتيجة. وقد يكون خطابه داخل مستودع الملابس حادا تجاه اللاعبين الذين فشلوا في اختراق المرمى المكناسي الذي يحميه الحارس إسماعيل وهو من خيرة حراس مرمى قسم الهواة. في حين الحسين أوشلا خبر كيف يمتص اندفاع المراكشيين، وقد يغير خطته بالتمام، ويُركِز على بناء المعنويات الصاعدة للاعبين، ولما لا قلب المعادلة في الشوط الثاني، ليس بالصدفة وإنما بالفنية والبناء الاقتناضي.
نفس النهج الأول انطلق به الشوط الثاني، حيث حاول لاعبو الكوكب المراكشي التحكم في الكرة وسط الميدان، والدفع بها نحو الأمام، مع استغلال خبرة اللاعب (أجدو) الذي كان جد متحركا ومندفعا. وفي مرات عديدة لم يفلح لاعبو الكوكب المراكشي من تنويم المباراة ومفاجأة الحارس المكناسي، حيث فطن المدرب الحسين أوشلا للحيلة، ولعب بخطوط دفاعية متقدمة ويقظة، وعمل لاعبو النادي المكناسي على امتصاص الضغط بأريحية المحترفين، وتلك التهديدات المراكشية تم تحويلها إلى فرص قوة بانية من الخلف، عبر مرتدات سريعة ومضبوطة.
قد نقول: أن المقابلة التي قام بها النادي المكناسي مباراة قوية، وأبانت أن مكناس بات يمتلك فريقا متجانسا، حيث كان الجميع في يومهم الموعود. وفي النصف الثاني من الشوط الثاني لم تستطع تلك السيطرة الصورية لنادي الكوكب الرياضي المراكشي من تحقيق السبق.أما في العشر الدقائق الأواخر فقد كان الضغط تاما لصالح النادي المكناسي. وبعد إضافة ثلاث (3د) بدل الوقت الضائع، كانت صفيرة الحكم تعلن نهاية المباراة بالتعادل السلبي (0-0). وهو التعادل العادل نتيجة عطاءات اللاعبين بالفريقين.
بحق كانت المباراة قوية وتكتيكية بين المدربين قبل اللاعبين، واستمتع فيها الجمهور الحاضر بالملعب بها كثيرا، رغم أنه خرج غاضبا ومرددا (لا لا ما بغيناش التعادل). وكان الحكم الدولي جلال الجيد عن عصبة الدار البيضاء الكبرى حكما لهذه القمة، وحكما عادلا بمساعديه.