محسن الأكرمين.
موجهات كثيرة قد تعوق برنامج عمل الجماعة (2022/2027) بمكناس، من حيث مكونات المجلس، ومن حيث غياب الثقة التبادلية، وحافزية الانخراط في سياسة التغيير. موجهات تتحدد في علو سقف انتظارات الساكنة، ومطالبتها في مدينة ذكية تساير التطورات الوطنية، وترتقي بالمدينة والساكنة نحو الرفاه الاجتماعي. موجهات (قلة الحيلة) والرصيد المالي غير المتحرك بالوفرة، والذي يعتبر من بين المعيقات الأساس لابتكار برنامج عمل برافعات كبرى. موجهات غياب الالتقائية بين المحلي والجهوي والوطني، والتعاقد الاستراتيجي. موجهات ترتيب الأولويات والاختلاف البين بين من حضر الجلسة الأولى للحوار الأولي المفتوح، من أين البداية؟ وما هي مؤشرات النهاية؟ وما هي معايير ترتيب الأولويات؟
رؤية السياسي تدعو إلى مزيد من تقدير، وتقوية أعضاء مجلس الجماعة. رؤية السياسي تستقطب الاختلافات بمكناس، كفرص نائمة تستوجب الإحياء، وتدفع نحو البحث عن تطلعات مكناس المنكسرة. رؤية السياسي الذي لا يريد بيع الوهم والحلم لساكنة مكناس، لأن الوعي تغير بالمدينة والمحاسبة القانونية حاضرة (الحكامة)، والمساءلة الشعبية واردة. رؤية السياسي نستشف من خلالها البحث عن برنامج عمل جماعة 2022/2027 (لبس قدك يواتيك). فيما رؤية مكتب الدراسة، فقد ركبت عمليات التمجيد والتاريخ، ولم تفصح عن أقطاب العناوين الكبرى بالنسقية الحسابية (النسب) بين الإمكانات الذاتية والمشتركة، وبين الفرص والتهديدات الممكنة لاحقا. وتبقى مكناس مطالبها تتوزع بين برامج الجهة والمرتبة الثالثة، وبين خدمات مجلس جماعة مكناس الرتيبة، وغير القادرة على خلق التغيير التنموي، وبين استقطاب الاستثمار والمال من خارج المدينة.
حقيقة لا مناص من ذكرها، فقد كان خطاب عامل عمالة مكناس ذا دلالة وخلق الحدث والجرأة التامة، وعمل على تفكيك مجموعة من الاكراهات الكبرى والمعيقة. كان خطاب عامل عمالة مكناس يحمل التقويم السليم لما مضى من برنامج عمل(2016/2022)، وكذا أسس على طرح مجموعة من البدائل الابتكارية، والتي لا تكلف الميزانية والمسؤولين في مجلس جماعة مكناس إلا الحسم فيها بصيغة قانونية سليمة.
حقيقة موجهات السلطة العليا بالمدينة، بينت مجموعة من المعيقات التي حالت دون تحقيق رافعات برنامج عمل الجماعة (2016/2022). فقد كان تدخل السيد عبد الغني الصبار مداخلة للمكاشفة، وبتسمية الأشياء بمسمياتها، وتفكيك مجموعة من المنغصات الكبرى التي كانت حجرة عثرة نحو التمكين التنموي، ويمكن أن تبقى حاضرة و تعيق مسارات التنمية بمكناس. قد كان مداخلة عامل المدينة تحمل خارطة طريق واضحة تتسم بالواقعية والبساطة والبراغماتية ، وبناء الحافزية العملية البعيدة عن تنافرات البوليميك.
هي الجلسة الأولى التي غلب عليها الشكر والشكر الموصول بين المتدخلين. هي الجلسة الأولى التي كانت فيها بعض التدخلات للتثمين وأخذ الكلمة، وتوزيع الابتسامات، واللعب على أن (مكناس في القلب) بلا أجرأة فعلية. هي الجلسة الأولى التي بداية لن تنتج برنامجا عاما متكاملا، والقاعة تطنب في الكلام والتشريح ، ولا تبتكر البدائل الجديدة.
(الصور نور الدين العيشوري).