في مشهد ميداني يعكس حزم السلطات المحلية وجديتها في فرض النظام العام، شهدت مناطق الحريشي وجنان تلاتة التابعة لدائرة أولاد وجيه بإقليم القنيطرة، صباح اليوم، حملة واسعة لتحرير الملك العمومي، تنفيذاً لتعليمات صارمة صادرة عن عامل الإقليم عبد الحميد المزيد، وبإشراف مباشر من رئيس الدائرة بوشعيب بن عطوش.
الحملة، التي قادها القائد العمارتي عبد الوكيل بمعية خليفته اعسيلة محمد، وبمشاركة فعّالة لأعوان السلطة، استهدفت مختلف مظاهر الاحتلال العشوائي للفضاءات العمومية، بما فيها ما يُعرف محلياً بـ”الحنشة”، وهي بنايات أو بسطات غير قانونية كانت تستغل أرصفة وشوارع رئيسية، مما تسبب في اختناق حركة المرور وتشويه المشهد الحضري العام.
وقد عاينت الجريدة ميدانيًا مشاركة مكثفة لآليات الإزالة والتنظيف، وسط تجاوب ملحوظ من الساكنة التي رحّبت بهذه الخطوة، معتبرة أن العملية جاءت في وقتها المناسب لإعادة النظام والجمالية إلى الأحياء.
وتهدف هذه المبادرة إلى استرجاع الفضاء العمومي لفائدة المواطنين وتحسين جودة العيش، في إطار مقاربة تشاركية تعتمد على الصرامة في تطبيق القانون مقابل التوعية بأهمية احترام المجال العام.
وأكدت مصادر محلية أن الحملة ستتواصل خلال الأيام المقبلة لتشمل نقاطاً أخرى داخل تراب الدائرة، في إطار توجيهات عامل الإقليم الرامية إلى محاربة مظاهر الفوضى والعشوائية، وتكريس ثقافة المواطنة واحترام النظام العام.
وفي تصريح للجريدة، أوضح أحد المسؤولين المحليين أن “هذه العملية تأتي تنفيذاً لتعليمات عامل الإقليم، وتهدف إلى إعادة الانضباط إلى المجال العمومي، مع الحرص على معالجة كل الحالات بشكل تدريجي ومسؤول”.
من جهته، عبّر أحد سكان منطقة الحريشي عن ارتياحه قائلاً: “كنا نعاني من الفوضى واحتلال الأرصفة منذ سنوات، واليوم نلمس تغييراً حقيقياً بفضل مجهودات السلطة المحلية التي تستحق كل التقدير.”
هذه الحملة، التي جاءت في إطار مقاربة شمولية لتأهيل المجال الترابي، تؤكد الانخراط الجاد للسلطات المحلية بالقنيطرة في الدينامية التنموية التي تعرفها المدينة، والتي تروم تحقيق توازن بين التنمية الحضرية والتنظيم المجالي، انسجاماً مع رؤية عامل الإقليم في تكريس الحكامة الجيدة وخدمة الصالح العام.






