آخر الأخبار

مراكز تصفية الدم بإقليم تنغير.. خطوة إنسانية تعزز الحق في العلاج القريب والآمن

[بلادي نيوز]31 يوليو 2025
مراكز تصفية الدم بإقليم تنغير.. خطوة إنسانية تعزز الحق في العلاج القريب والآمن

Beladinews.ma

يوسف القاضي

في خطوة نوعية تعكس التزام السلطات الإقليمية بترسيخ مبادئ العدالة الصحية وتقريب الخدمات الطبية من الفئات الهشة، تم مساء أول أمس الثلاثاء 29 يوليوز الجاري، تدشين مركز جديد لتصفية الدم بالجماعة الترابية أكنيون، تحت إشراف السيد مولاي اسماعيل هيكل، عامل صاحب الجلالة على إقليم تنغير، مرفوقًا بعدد من المسؤولين المحليين وشركاء القطاع الصحي.

ويعد هذا المركز الثالث من نوعه الذي يرى النور بالإقليم في ظرف أقل من سنة، بعد إحداث مركزين بكل من الجماعتين الترابيتن امسمرير وألنيف، مما يؤشر على دينامية متسارعة في مجال تعزيز البنيات التحتية الصحية، التي يقودها عامل صاحب الجلالة وتشمل جميع التراب الاقليمي، خاصة لفائدة مرضى القصور الكلوي الذين يعانون من صعوبات يومية مرتبطة بالتنقل والاستشفاء.

ويستفيد من خدمات هذه المراكز حاليًا 125 مريضًا موزعين على عدة جماعات بالإقليم، من بينهم 45 مريضًا بمركز تنغير، و41 بقلعة مكونة، و20 بالنيف، و14 بأكنيون، و5 بأمسمرير. ويخضع كل مريض لثلاث حصص تصفية دم أسبوعيًا، بمعدل 12 حصة شهريًا، علماً أن تكلفة كل حصة واحدة تبلغ حوالي 800 درهم تتحملها الدولة، ما يبرز حجم الجهد المالي المبذول لضمان استمرار هذا النوع من الرعاية الدقيقة والمكلفة.

ويكتسي هذا الإنجاز أهمية قصوى بالنظر إلى المعاناة المزمنة التي كانت تكابدها أسر المرضى، سواء من حيث التكاليف أو عناء التنقل لمسافات طويلة إلى مراكز بعيدة، في ظروف مرهقة نفسيًا وجسديًا. فقد صار بإمكان العشرات من المرضى الآن الاستفادة من جلسات تصفية الدم بشكل منتظم داخل تراب جماعتهم أو في محيطهم المباشر، مما يحسن جودة عيشهم ويمنح أسرهم بعض الطمأنينة.

كما أن قرب هذه المراكز من التجمعات السكنية لا يساهم فقط في تسهيل ولوج المرضى للعلاج، بل يخفف كذلك العبء على عائلاتهم، التي كانت تضطر سابقًا لمرافقتهم إلى المدن الكبرى، بما يرافق ذلك من مصاريف وإكراهات اجتماعية.

ويجسد افتتاح هذه المراكز ثمرة شراكات متعددة الأطراف، جمعت بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجالس المنتخبة، وجمعيات المجتمع المدني، وهو ما يعكس نموذجًا ناجحًا في التدبير الترابي الصحي المبني على التعاون وتكامل الأدوار.

إن هذه المبادرات لا تمثل فقط توسيعًا للخريطة الصحية بإقليم تنغير، بل تحمل في جوهرها بُعدًا إنسانيًا عميقًا، يجعل من الكرامة الصحية أولوية، ومن القرب وسيلة لتجسيد العدالة المجالية في أحد أبرز أبعادها: الحق في العلاج، للجميع، وفي كل مكان.

الاخبار العاجلة