ترأس، عامل إقليم الخميسات، عبد اللطيف النحلي، أمس الجمعة، لقاء تواصليا هاما خُصص لموضوع الهدر المدرسي، وذلك ضمن فعاليات تخليد الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بحضور وازن لمختلف الفاعلين في الشأن التعليمي والاجتماعي بالإقليم.
وشهد، اللقاء حضور الكاتب العام للعمالة، ورئيس قسم الشؤون الداخلية، ورؤساء المصالح الخارجية، ورؤساء الجماعات، والسلطات المحلية، ورئيس قسم العمل الاجتماعي، إلى جانب ممثلين عن قطاع التعليم وعدد من الفاعلين المدنيين.
وفي عرض مفصل، أبرزت ليلى الأحمادي، رئيسة مصلحة الدفع بالتنمية للأجيال الصاعدة، المكانة المركزية التي يحتلها قطاع التعليم في صلب اهتمامات المبادرة الوطنية منذ انطلاقها سنة 2005، مُشيرة إلى سلسلة من المشاريع الرائدة التي تم تنفيذها في هذا الإطار، من بينها بناء وتأهيل المؤسسات التعليمية، وإحداث دور الطالب والطالبة، وتوفير النقل المدرسي، وتعزيز التعليم الأولي، فضلاً عن دعم برامج التوجيه والدعم المدرسي.
من جهته، قدّم خالد زروال، المدير الإقليمي للتربية الوطنية، معطيات دقيقة حول ظاهرة الهدر المدرسي بالإقليم، حيث سجلت المديرية 1585 حالة انقطاع عن الدراسة خلال الموسم الدراسي الحالي، مع التركيز على جماعة آيت يدين، ومدينتي الخميسات وتيفلت، التي تعرف نسبا مقلقة، خاصة في صفوف تلاميذ الأولى إعدادي. ودعا المسؤول التربوي إلى تضافر جهود كافة المتدخلين للحد من هذه الظاهرة المقلقة.
بدوره، استعرض محمد موساوي، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، سلسلة من التدخلات الاجتماعية الهادفة إلى الحد من الهدر المدرسي، من بينها إحداث خلية تتبع للحالات الاجتماعية، ودعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، والوساطة الأسرية، وتمكين النساء اقتصادياً لضمان استقرار الأسر.
وشكّل، اللقاء مناسبة لعرض تجارب ومبادرات مؤسساتية أخرى، حيث قدمت الدكتورة نسيبة كروم، ممثلة مندوبية وزارة الصحة، مداخلة حول أهمية الصحة النفسية في تعزيز التمدرس، بينما تطرقت فاطمة الزهراء خنبوبي إلى جهود التكوين المهني في استقطاب غير الملتحقين، وقدّمت هاجر غجو رؤية المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي في مرحلة الطفولة المبكرة، واختتمت إيمان إبراهيمي من مؤسسة سندي سلسلة المداخلات بعرض حول مبادرات الدعم المدرسي.
وفي ختام اللقاء، وَجّه الكاتب العام للعمالة جملة من التوصيات العملية إلى مختلف القطاعات المعنية، داعيا إلى تعبئة شاملة من أجل التصدي لظاهرة الهدر المدرسي، وتحقيق أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في رعاية الأجيال الصاعدة وتعزيز فرص التعلم والنجاح.