شاركت السيدة زكية الدريوش، كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، في أشغال الورشة التحضيرية رفيعة المستوى للمؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيطات (UNOC-3)، التي نظمتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، بشراكة مع سفارة فرنسا يومه الجمعة 9 ماي 2025 بالمركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في مجال البيئة ببوقنادل.
ولقد تميزت هذه الورشة بمشاركة شخصيات رفيعة المستوى من بينها سعادة السفير أوليفييه بوافر دارفور، المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية للمؤتمر الأممي حول المحيطات وسفير الأقطاب والقضايا البحرية، وسعادة السفير توسي مبانو مبانو، المستشار الرئيسي في مجال البيئة والعمران والتنقل لدى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما حضرها السيد إسماعيل فرجية، المدير التنفيذي للتواصل وتطوير المشاريع بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والسيد أيمن الشرقاوي، مدير المركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في البيئة إلى جانب شخصيات أخرى.
وأكدت السيدة كاتبة الدولة في كلمة ألقتها بالمناسبة على الدور الرائد الذي تضطلع به المملكة المغربية في مجال حكامة المحيطات تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. مبرزة أن المغرب اعتمد خارطة طريق طموحة للاقتصاد الأزرق، تشمل إطاراً قانونياً متكاملاً للأنشطة البحرية، ومخططات تهيئة مصايد الأسماك، وتطوير المناطق البحرية المحمية، ومحاربة الصيد غير المشروع وغير المصرح به وغير المنظم (INN).
ونوهت السيدة الدريوش بالدور الحاسم الذي تلعبه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، خصوصاً من خلال المبادرات الرائدة التي أطلقتها مثل “شواطئ نظيفة”، و”اللواء الأزرق”، وحملة “بحر_بلا_بلاستيك”. كما شددت على أهمية إشراك الشباب والمجتمع المدني في هذه الجهود، مذكرة بمشاركة أكثر من 500 شاب في المشاورة الإفريقية بمدينة طنجة في أكتوبر 2024، ومساهمة أكثر من 950 خبيراً شاباً إفريقياً في برنامج تعزيز القدرات في علم المحيطات، الذي أُطلق في نونبر 2024.
وأكدت السيدة كاتبة الدولة على ضرورة إيصال صوت إفريقيا قوية ومنسجمة خلال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث حول المحيطات الذي سيُعقد بمدينة نيس الفرنسية من 9 إلى 13 يونيو 2025 استناداً إلى نتائج اللقاءات الهيكلية المنظمة في المغرب، مثل المشاورة الإفريقية بطنجة، ومنتدى “القمة الزرقاء لإفريقيا”، والورشة الإقليمية الخاصة باتفاقية التنوع البيولوجي في المناطق البحرية خارج الولاية الوطنية (BBNJ) المنظمة في الرباط. داعية إلى ضرورة إبراز المبادرات الإفريقية في مجال حوكمة المحيطات، والتعريف بها وتعبئة التمويلات الزرقاء، وتعزيز الشراكات شمال جنوب وجنوب جنوب، وكذلك الشراكات متعددة الأطراف.
ولقد أكدت السيدة كاتبة الدولة في هذ السياق بأن المغرب كان من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية التنوع البيولوجي البحري خارج نطاق الولايات الوطنية (BBNJ)، مما يعكس التزامه بإدارة مستدامة للموارد البحرية، انسجاماً مع الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالحياة تحت الماء. واختتمت كلمتها بتجديد استعداد المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتقاسم تجربتها ومواكبة شركائها الأفارقة في تطوير اقتصاد أزرق شامل ومستدام، مؤكدة على ضرورة إدراج هذه الجهود ضمن رؤية متكاملة للسيادة الغذائية، والاندماج الإقليمي، والازدهار المشترك.