أزيد
في إطار تعزيز الولوج إلى الخدمات الصحية بالعالم القروي، وفي تجسيد فعلي لقيم المواطنة والتطوع والتكافل الاجتماعي، نظمت جمعية تبوريكت للتنمية، يوم السبت 12 أبريل 2025، حملة طبية مجانية في مجال طب العيون، وذلك بمقر مجموعة مدارس أسيمور.
وشهدت هذه المبادرة الإنسانية حضوراً وازناً من ساكنة المنطقة والمناطق المجاورة، حيث تجاوز عدد المستفيدين 200 شخص، من مختلف الفئات العمرية، في ظل تعبئة شاملة وانخراط واسع للفاعلين الصحيين والتربويين، بتنسيق ودعم من السلطات المحلية والقوات المساعدة.
وقد أشرف على هذه الحملة طاقم طبي وتقني متمرس، يتكون من الدكتور كمال حسني، طبيب العيون بالمركز الاستشفائي بتنغير، والدكتور محمد ياسين طبيب بمستشفى الشيخ سلطان بالرشيدية، إلى جانب المروضين البصريين يونس الززوالي وأنس كميح، العاملين بالمركز الإستشفائي بتنغير. وتميز تدخل هؤلاء الأطر بكفاءة عالية وتواصل إنساني راقٍ مع المرضى، مما ترك انطباعاً إيجابياً واسعاً في صفوف الساكنة المستفيدة.
وفي تصريح له، عبّر الدكتور كمال حسني عن ارتياحه للمشاركة في هذه الحملة، مؤكداً أن “الفرصة كانت مناسبة لتقريب خدمات طب العيون من المواطنات والمواطنين في وضعية هشاشة، وتقديم يد المساعدة لكل من هم في حاجة إلى العناية الطبية، وذلك في إطار تجسيد قيم المساعدة الإنسانية، وتسخير المعرفة العلمية في خدمة المجتمع.”
من جانبه، قال الدكتور محمد ياسين، الذي يشتغل بمستشفى الشيخ سلطان بالرشيدية، إن “هذه الحملة تشكل نموذجاً للشراكة الناجحة بين مكونات المجتمع، حيث تلتقي الكفاءات الطبية والتقنية مع المبادرات الجمعوية من أجل خدمة المواطن.”
كما ساهم في إنجاح هذه المبادرة بصريات “بصريات متوكل”، والذي يُعد من أبرز شباب المنطقة المعروفين بأعمالهم التطوعية والخيرية، وهو من الوجوه التي راكمت تجربة معتبرة في تنظيم المبادرات ذات الطابع الإنساني.
وفي تصريح له، قال حسن متوكل: “نحن في بصريات متوكل نؤمن أن خدمة المجتمع لا ينبغي أن تقتصر على الجانب التجاري فقط، بل يجب أن تمتد لتشمل البعد الإنساني والاجتماعي. مشاركتنا في هذه الحملة هي استمرار لنهج نعتبره مسؤولية أخلاقية ومجتمعية، نسعى من خلاله إلى المساهمة في تمكين الفئات الهشة من الحق في الرعاية البصرية، وتكريس ثقافة التطوع والعمل المشترك.”
الحملة لم تكن مجرد نشاط صحي فقط، بل تحوّلت إلى محطة تواصلية وتربوية بامتياز، حيث شارك عدد من تلاميذ وتلميذات المستويات الابتدائي والإعدادي والثانوي في تنظيم مختلف مراحل المبادرة، مما ساهم في ترسيخ روح التطوع والعمل الجماعي في نفوسهم.
ولم تغب اللمسة الاجتماعية عن الحدث، إذ تكلفت لجنة الطهي بتوفير الوجبات لفائدة الطاقم الطبي والمنظمين، في جو تطبعه الحفاوة والكرم المعهود في أبناء المنطقة.
من جانبها، أكدت جمعية تبوريكت للتنمية أن هذه الحملة تندرج ضمن سلسلة من المبادرات التي تسعى إلى دعم المجال الصحي بالمناطق النائية، وإرساء ثقافة الشراكة بين المجتمع المدني والأطر الصحية، بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة.
تقرير: امحمد بن عبد السلام