آخر الأخبار

المغرب يدعو إلى ذكاء اصطناعي إفريقي مسؤول لتحقيق التنمية والاستقرار

[بلادي نيوز]21 مارس 2025
المغرب يدعو إلى ذكاء اصطناعي إفريقي مسؤول لتحقيق التنمية والاستقرار

دعا المغرب، خلال اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، إلى تطوير ذكاء اصطناعي إفريقي يتسم بالأخلاق والمسؤولية والفائدة والسيادة. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في إفريقيا يجب أن يُبنى من قِبل إفريقيا ولأجل إفريقيا، مشددا على ضرورة أن يكون هذا الذكاء الاصطناعي متكيفا مع خصوصيات القارة.

في كلمته التي ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي، أشار بوريطة إلى أهمية العمل الجماعي والتعبئة لجعل الذكاء الاصطناعي رافعة حقيقية للتنمية والسلم والأمن في إفريقيا. كما جدد التأكيد على التزام المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، بالمساهمة في تعزيز ريادة إفريقية موحدة في هذا المجال، ووعي المملكة بالتحديات والفرص التي يمثلها الذكاء الاصطناعي للقارة الإفريقية.

وأوضح الوزير أن الذكاء الاصطناعي، رغم كونه أداة للتقدم، يشكل أيضا تهديدا محتملا إذا أسيء استخدامه، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الانقسامات وزعزعة الاستقرار، كما قد يصبح أداة بيد جهات غير حكومية لأغراض تخريبية. وأبرز خطورة انتشار المحتويات المزيفة، حيث ارتفعت نسبة مقاطع الفيديو المفبركة بـ900 في المائة منذ عام 2019، كما زادت الهجمات الإلكترونية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بنسبة 300 في المائة خلال الفترة ما بين 2019 و2022.

في ظل هذه التحديات، أكد بوريطة ضرورة تموقع إفريقيا كفاعل رئيسي في الحكامة العالمية للذكاء الاصطناعي، معتبرا أن الرهان لا يقتصر فقط على الأمن والاستقرار، بل يشمل أيضا البعد الاقتصادي، حيث يُتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بما يقارب 15.700 مليار دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، ويرفع الإنتاج الزراعي بنسبة تصل إلى 15 في المائة، كما قد يسهم في تسريع النمو الاقتصادي لبعض الدول بنسبة 40 في المائة.

رغم هذه الفرص، لا تزال إفريقيا تواجه تحديات بنيوية تحول دون الاستفادة الكاملة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، حيث لا يزال 60 في المائة من سكان القارة غير متصلين بالإنترنت، كما أن أقل من 2 في المائة من البيانات المستخدمة في هذا المجال مصدرها إفريقيا، فيما لا يتجاوز عدد المواهب الإفريقية في الذكاء الاصطناعي 1 في المائة من الإجمالي العالمي.

لمعالجة هذه الفجوات، اقترح المغرب عددا من التدابير، من بينها إنشاء صندوق إفريقي للذكاء الاصطناعي، واعتماد استراتيجية لجمع البيانات وتثمينها، وإطلاق برامج تكوينية لتعزيز الكفاءات الإفريقية. وأبرز بوريطة أن المغرب بادر فعليا بعدة خطوات، منها تنفيذ استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” الهادفة إلى تكوين 100 ألف موهبة سنويا، وإطلاق برنامج وطني لتعليم الأطفال مبادئ الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى احتضان المملكة لأول مركز إفريقي تابع لليونسكو مخصص لهذا المجال.

على الصعيد الدولي، أشار الوزير إلى الدور الذي اضطلع به المغرب في تبني القرارات الأممية الأولى المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومشاركته في تأسيس “مجموعة الأصدقاء بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة”، التي تضم أكثر من 70 بلدا.

كما شدد على ضرورة التنسيق الإفريقي لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، مؤكدا أن التقاعس يمثل التحدي الأكبر. وفي هذا الإطار، اقترحت المملكة إرساء شبكة إفريقية للمراكز الوطنية للذكاء الاصطناعي، إلى جانب إنشاء لجنة من الخبراء لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية القارية.

جدد المغرب تأكيد التزامه بالعمل إلى جانب شركائه الأفارقة لجعل الذكاء الاصطناعي أداة للتنمية والاستقرار، مذكرا برؤية الملك محمد السادس، التي تدعو إلى تعزيز الثقة في القدرات الإفريقية وتولي القارة زمام أمورها. وختم بوريطة كلمته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجالا ينتظر استعداد إفريقيا، بل هو واقع يفرض نفسه، ويعيد تشكيل موازين القوى العالمية، مما يستدعي تحركا موحدا لمواكبة هذا التحول وتوجيهه نحو خدمة القارة.

الاخبار العاجلة