حاورها الكاتب الصحفي: ابراهيم بن مدان
س: بداية أستاذة نعمية نود منكم أن تحدثونا عن قطاع المقاهي والمطاعم حتى يتسنى للقراء الكرام أخد فكرة شاملة حول القطاع.
ج: في الحقيقة القطاع كان يسير بوتيرة جيدة وكان “مقننا” فأن تفتح مقهى من الضروري الحصول على الرخصة، على سبيل المثال قمت بفتح مقهى سنة 1999 فتطلب الأمر الانتظار سنة ونصف للحصول على الرخصة، أما الأن فالأمر صار مختلفا وأضحى صاحب المقهى لا يحتاج إلى ترخيص، وهكذا صار هذا القطاع يعيش العشوائية، وبالتالي صار القضاء على هذه العشوائية صعبا لأنه مصدر العيش بالنسبة للكثيرين، فصرنا نعيش تسيبا من سنة 2005 حتى الآن.
س: ما هو سبب هذا التسيب الذي يعيشه القطاع؟
ج: في الحقيقة لا نعرف بالضبط، فأنا مثلا أخر مراقبة من طرف الضمان الاجتماعي كانت سنة 2005. ففي تلك الفترة بمجرد أن تفتح مقهى حتى يقف عليك مفتش الشغل ويقوم بعد الناس الذين يشتغلون معك إلخ الأن صارت تجاوزات خطيرة، فالبعض يُشغل عمالا دون أن يصرح بهم في الضمان الاجتماعي، فتلك القوانين كانت تعطي مكانة كبيرة لرب المقهى من الناحية الاجتماعية. أما الآن صار باستطاعة الكل فتح مقهى دون استفاء الشروط فصارت هناك منافسة غير شريفة بين المهيكل وغير المهيكل.
س: أنتم في الجامعة ما هي الاقتراحات التي تقترحونها لإصلاح القطاع؟
ج: نحن في الجامعة نقترح قانونا منظما للقطاع، فنحن بصدد التحضير للمجلس الوطني يوم 25 يناير، وقمنا بوضع قانون منظم للقطاع مثل شكل الصيدليات لتنظيم قطاع المقاهي والمطاعم فكما لا يمكن للدواء أن يباع في الشارع فكذلك القهوة لا يمكنها أن تكون كذلك لأنها مشروب ويجب أن تخضع لمعايير السلامة الصحية.
س: بالإضافة لعدم الهيكلة، ما هي مشاكل القطاع الآخرى؟
ج: نعيش مشاكل كثيرة منها مع الضمان الاجتماعي، فنحن مقاولات صغيرة وبالتالي المقاهي لا تتعامل بمبلغ مليون درهم في الشهر بل لا يكاد يصل حتى 500 ألف، وهنا الضمان الاجتماعي لا يستثني بين المقاولات الكبيرة والصغيرة والصغرى جدا. فالقطاع يلعب دورا مهما في المجتمع لأنه يشغل فئات من الناس لا تقبل بهم أي مؤسسة أخرى فنحن مثل مؤسسة لإعادة الإدماج.
لذلك نحن نطالب من الحكومة أن تراعي ظروفنا الاجتماعية وتقدم لنا سعرا مناسبا للضمان الاجتماعي يراعي ما نقوم به لخدمة هذا المجتمع، نطلب من الحكومة أن تلتفت أيضا للقطاع لأنه يتجه للهاوية فمن بعد كورونا كنا ننتظر أن تكون هناك التفاتة ولكن لا شيء.
س: ألم تقدم لكم الحكومة الدعم بعد جائحة كورونا؟
ج: لا، فقط قاموا بإعفائنا من الضرائب لمدة 3 أشهر، فإذا تذكرت جميع القطاعات بعد كورونا عادت للعمل إلا المقاهي أصبحت تخضع للتباعد، وكذا الاشتغال بنصف المساحة وأحيانا نفتح ويطلب منا الإغلاق، وهكذا ظل الوضع سنتين فنحن لم نشتغل بشكل رسمي حتى يوم 22 أبريل 2022، حين قامت الداخلية بإبلاغنا أنه يمكننا العمل.
س: ما هو نداؤك الآخير؟
ج: النداء الأخير أوجهه للسلطة؛ العمل؛ الباشوات، القياد، أعوان السلطة… أن يساعدوا هذا القطاع ليقوم بالعمل بشكل طبيعي، فلا يمكن الاشتغال في ظل هذه الفوضى؛ حيث أصبح الكل يفتح بمقهى دون قوانين، فنحن لا نطلب الغنى، بقدر ما نطلب العيش الكريم فقط في إطار مهيكل وجو سليم.