إبراهيم بن مدان
بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الفقيد أحمد حرزني نظمت مؤسسة الربوة للفكر والثقافة وعائلة المرحوم ندوة فكرية اليوم السبت بالرباط حول كتابه: ” marxisme, religions, et réalité contemporaines ” (notes de prison). “مذكرات السجن.. الماركسية والأديان والواقع المعاصر”، والذي تقرر تخصيص مداخيله لفائدة جمعية مرضى السرطان، نزولا عند رغبة عائلة الفقيد.
وفي ذات السياق عبرت السيدة خديجة شاكر رئيسة مؤسسة الربوة للثقافة والفكر أن هذا اليوم هو بمناسبة إحياء ذكرى لرجل فذ من رجالات المغرب المعاصر الذي كان حاضرا دائما، مضيفة أن هذا الكتاب الذي يجمع مجموعة من الأعمال التي دونها المرحوم في السجن أنذاك يقرأ فيها النصوص المؤسسة للمذاهب والأديان ليبحث من خلالها عن بدائل لمغرب حر كريم وعادل.
مؤكدة شاكر أن هذا اللقاء يحمل الكثير من الأبعاد؛ أولا عودتنا إلى تلك الفترة التي كتب فيها ما كتب، ثانيا أن الأجيال العديدة تلتقي هنا، ليس فقط رفاقه ومن عمل معه بل أيضا شباب باحثين وغير ذلك. بالإضافة لأخذ المثال والعبرة من عمل المرحوم الجاد حول رغبته في نشر قيم العدالة والحرية والمساواة.
بدورها أكدت الباحثة هاجر البدوي أن هذا اللقاء حول كتاب الراحل أحمد حرزني يعد التفاتة من قبل مؤسسة الربوة للثقافة والفكر وعائلة الفقيد، وهو تجسيد لثقافة الاعتراف الفكرية والعلمية المهمة والتنويه بمجموعة من الأفكار
التي تضمنها الكتاب حول الماركسية ورهاناتها الكبرى والأديان خاصة منها التوحيدية. مشيرة البدوي إلى أن الكتاب يجيب عن مجموعة من التساؤلات والأفكار التي تكتسب راهنيتها اليوم بطرق ورؤى مختلفة.
كما نوه الأستاذ عمر الزايدي بالكتاب معتبرا أن الراحل قدم من خلاله تقيما للماركسية والإيديولوجيات الدينية ويعطي أطروحات جديدة من أجل عالم جديد تسوده الأخوة والتفاعل. مشيدا بهذا اللقاء الذي يعد بمثابة اعتراف بما قدمه الفقيد من إصدارات فكرية تبقى خالدة للأجيال القادمة.
وتجدر الإشارة إلى أن الفقيد أحمد حرزني من مواليد 1948، وعينه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سنة 2007، خلفا للراحل إدريس بنزكري. فالراحل أحمد حرزني، كان شخصية بارزة ومميزة في مجال حقوق الإنسان ورجلا وطنيا جمع بين العديد من الصفات الإنسانية الحميدة من صدق وجدية وكرم وإخلاص للوطن.