مراسلة : سلامي مصطفى beladinews.ma
نوقشت صبيحة يوم الخميس 24 أكتوبر 2024م، بجامعة محمد الأوّل – كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، أطروحة دكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية، تكوين التراث الثقافي والتنمية، تقدّم بها الباحث أنوار البخاري، تحت إشراف فضيلة الدكتور محمد يحيى قاسمي أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الأول / وجدة، بعنوان: ((الأداءات الفنية ذات الطابع الدرامي بالمغرب))، وتكوّنت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة الأفاضل:
الدكتور مقري بدر: أستاذ التعليم العالي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية- وجدة) / رئيسا ومقررا،
الدكتور ادراوي العياشي: أستاذ مؤهل (المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير- وجدة) / مقررا،
الدكتور دخيسي محمد: أستاذ مؤهل (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين-وجدة) / مقررا،
الدكتور الأزمي عطاء الله: أستاذ مؤهل (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين- الدار البيضاء سطات) / عضوا،
الدكتور رمضاني مصطفى/ خبيرا.
وبعد العرض والمناقشة والمداولة مُنح الطالب الباحث درجة الدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية بتقدير مشرف جدا مع تنويه اللجنة والتوصية بالطبع.
وقد سعى الباحث في أطروحته هذه إلى: تعزيز الجهود المبذولة في توثيق ودراسة الأداءات الفنية المغربية التراثية التي تحمل في ثناياها ملامح فن المسرح. فسبَر أغوار فرجة التبوريدة وفرجة ماطا، وفرجة عيساوة(إلخ)، فضلا عن إثارته الانتباه إلى بعض العروض الأدائية التي طالما تمّ استبعادها من المسرح إمّا بحجّة تفاهتها وخلوها من المعنى وإيغالها في الخصوصية مثل سلوكياتنا وتفاعلاتنا اليومية على مسرح الحياة بمختلف سياقاته، وإمّا لعدم تضمّنها عناصر الدراما والفنون المسرحية، فأماط اللثام عن فن السّيرك وعن ما سماه في أطروحته ب فرجة الألتراس، فأظهر بذورهما الفنية وإرهاصاتهما الجمالية والدرامية ودعا إلى ضرورة الوقوف عند أدائية مثل هذه الفرجات التي تُقدّم لنا لوحات فنية ومشاهد سينوغرافية والتعامل معها كتجارب فنية متكاملة.
وبعد عرضه ووصفه وتحليله السيميائي الدّقيق للعديد من الفرجات التقليدية والمعاصرة انتقل الباحث أنوار البخاري إلى تبيان الكيفية التي تفاعل بها المسرحيون المغاربة من جيل الرواد وجيل المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADAC) مع هذا الزخم الفرجوي، فخلص إلى أنّ المسرحيون المغاربة أدركوا حتمية البحث عن خيارات ومسارات في ميدان المسرح فانفتحوا على ما راكمه المجتمع المغربي عبر العصور من تقاليد وعادات وطقوس وألعاب واحتفالات وأيضا على ما جادت به الحداثة وما بعدها؛ وعملوا على استثمارها في إنتاج أداءات فنية مغربية أصيلة.
كذلك سعى السيد أنوار البخاري في بحثه هذا إلى إثارة انتباه الفاعل الفني المغربي من ممارسين ومؤسّسات، إلى ضرورة التفاعل الإيجابي مع هذا الزخم الفرجوي الذي اعتبره خيار إنمائي مستدام، لكونه يعتمد على مَوْرِد فريد ومتجدّد هو الإبداع البشري، فخلص إلى إمكانية استغلال هذه الأداءات الفنية كقوّة ناعمة والإفادة منها في الحركية الاقتصادية والتنموية للمغرب؛ سيما بعدما أصبحت هذه الأخيرة تحتلّ مكانة هامّة بل مركزية في السباق العالمي نحو التنمية المستدامة.