في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأغذية الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، تم تكريم القطب الرقمي التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بميدالية تقديرية من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). هذا التكريم الرفيع يأتي اعترافًا بالدور الريادي الذي يلعبه القطب الرقمي في دعم خارطة الاستراتيجيات الرقمية المبتكرة، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في قطاع الزراعة.
تُعد هذه الميدالية شهادة على الجهود البارزة التي بذلها القطب الرقمي تحت إدراة السيدة لبنى المنصوري، مديرة القطب الرقمي، وفريقها المتفاني. وبإشراف مباشر من وزارة الفلاحة فقد نجحوا في فترة وجيزة في ترسيخ مكانة القطب كأداة رقمية محورية هدفها الرئيسي المساهمة في تحسين نظم الإنتاج الزراعي والاستجابة للتحديات الزراعية والمناخية المتزايدة. التعاون الوثيق بين القطب الرقمي ومنظمة الفاو كان حاسمًا في تحقيق هذه الإنجازات، حيث سيتم تنفيذ العديد من المشاريع التي تهدف إلى دعم الأمن الغذائي وتعزيز التكنولوجيا في القطاع الزراعي.
اضحى التحول الرقمي، اليوم، رافعة أساسية لتطوير العديد من قطاعات الأنشطة، لا سيما القطاع الفلاحي، وذلك انسجاما مع تفعيل استراتيجية الجيل الأخضر.
ويروم إدماج الرقمنة في القطاع الفلاحي من أجل تحديث الممارسات الزراعية وتحسين حياة الفلاحين المغاربة، في استجابة مباشرة لأهداف ركيزتي استراتيجية الجيل الأخضر، التي تجسد التزام القطاع الوصي بفلاحة حديثة ومستدامة ومبتكرة.
ومن هذا المنطلق، بادرت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى إحداث القطب الرقمي للفلاحة والغابات ومرصد الجفاف، بهدف دعم خارطة طريق استراتيجية الجيل الأخضر الطموحة ، من خلال رقمنة 50 بالمائة في القطاع الزراعي وبلوغ 2 مليون مزارع مستفيد من الربط بخدمات الرقمنة بحلول سنة 2030.
ويتمحور القطب حول أربعة مكونات، تهم رقمنة القطاع الفلاحي والغابوي، ومرصد الجفاف، والتعاون جنوب-جنوب، وكذا مركز إدماج النساء في العقار المخصص للزراعة.
ولتحقيق ذلك، يعتزم القطب الرقمي للفلاحة، على الخصوص، تعزيز منظومة الابتكار والبحث في مجال الفلاحة الرقمية، وإنتاج وإتاحة معطيات ذات فائدة حول الجفاف وتطوره والتنبؤ به، وتنمية وتعزيز القطاعات الفلاحية في بلدان الجنوب من خلال برامج لتبادل الخبرات وتقاسم الموارد، فضلا عن إحداث مرصد معطيات حول الأراضي قائمة على النوع؛ ودعم النساء من أجل ممارسة حقوقهن في امتلاك الأراضي الزراعية والدفاع عنها والنهوض بسياسات عمومية تراعي النوع الاجتماعي.
ويعد القطب الرقمي، الذي تم إحداثه السنة الماضية، مجموعة ذات منفعة عامة تتكون من 12 جهة فاعلة تمثل القطاعين العام والخاص تتجلى مهمتها في تدبير التحول نحو فلاحة 4.0، محفزة للشباب، وجاذبة للاستثمار وتشجع على إحداث وتطوير مقاولات ناشئة مغربية قادرة على المنافسة على الصعيدين الوطني والدولي..
في الختام، تأتي الميدالية التقديرية من منظمة “الفاو” للقطب الرقمي الفلاحي كإشادة بالعمل الجاد والتقدم الذي أحرزه هذا القطب ، ليصبح رمزًا للفخر الوطني واعترافًا دوليًا بقدرة المغرب على الابتكار الرقمي في مجال الزراعة.