متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
بين الذكاء والدَّهاء السياسي، تم تنفيذ حكم الإقالة في حق رئيس مجلس جماعة مكناس. اختلف الجمع ليلة الدورة (54) في اختيار السبيل الأقرب والأمثل لإعلان الموت الإكلينيكي للرئيس (القديم، والذي طرح ملتمس استقالته الطوعية، ولكنه مطط زمن مناقشتها ودراستها والمصادقة عليها (21 أكتوبر) !!! لكن خصومه في السياسة والتموقعات، وحرب المكائد بين (رؤوس فتنة الأوس الداخليين، ومكر الخزرج الخارجيين)، والتي انطلقت شرارتها باردة، وامتدت بالاتساع لتشتعل تارة أخرى عبر (البلوكاج) وسحب الثقة الافتراضي !!! خصوم أسروا على إنشاء عمليات تكسير العظام أمام الملأ والكاميرات، وإعلان نهاية تسيير الدكتور جواد بحاجي بعنوة التَّحْييد (نحن من أقلناه !!!).
دورة أكتوبر، منذ الإعلان عن تواريخها الفضفاضة، كانت مُربكة في ترتيب نقاطها، لكن الجمع العام لأعضاء المجلس كان سيد نفسه في اتخاذ القرار المناسب (الجمع سيد نفسه). من تم، تم استيراد النقطة (13/ والتي كانت مقررة بجلسة تاريخ 21 أكتوبر2024)، لتصبح نقطة البداية، وفاتحة الختم، والقطع الشك باليقين مع فرضيات المناورات القانونية الممكنة للرئيس المستقيل. سحب الثقة من الرئيس، تم تمريره بتصويت ( 58 عضوا)، وامتناع مستشارة فريدة (1) قد تفقد مكانتها الاعتبارية والتنظيمية ضمن كوكبة التسيير المرتقبة لاحقا.
ذكاء سياسي عند الفرقاء السياسيين بمكناس(حبذا لو تم استغلاله في ترسيخ حكامة التنمية بالمدينة) !!! مكر من الاخوة الأعداء حين صوتوا على الإقالة وما يترتب عليها قانونيا من أثر، والعمل على القطع مع الاستقالة لأنها قد تحمل إمكانية التراجع في خضم (عِدة 15) يوما !!! من مستملحات مدينة مكناس، أن كل القرارات التي يمكن اتخاذها مهما كانت عدمية أو سلبية، فهي تلتصق بخاصية تتمثل بمقولة (لأجل مكناس أعلنت استقالتي… أو لأجل مكناس قررنا إقالة الرئيس…) !!! لا عليها فعلى صعيد غالبية الجماعات الترابية بالمغرب، تشتعل نيران الإطاحة بالرؤساء، وسحب الثقة منهم، ومكناس ماهي إلا جزء من ضحالة التدبير المؤسساتي لمجالس أحزاب (الشتات).
قال أحدهم يومها (هم اختلفوا فيما بينهم في التموقعات الحزبية…تطاحنوا سياسيا على نيل مكارم المهام والصفات والألقاب… اختلفوا داخل جلسات المجلس، فأصبح الاختلاف خلافا شخصانيا… ركبوا سياسة المكائد الداخلية والخارجية، وأفلحوا في إشعال نيران الحرب والكر والفر… هدروا، الزمن التنموي للمدينة (3سنوات)، وأفسدوا عليها علاقة الثقة بين المواطن الناخب والمنتخب… تنافسوا على توزيع التفويضات المليحة … واليوم باتت عيون المدينة مليحة حسناء (زرقاء) !!! وبات حب مكناس يكسر عظام الرئيس المستقيل كُرها !!!).
اليوم سقط الرئيس بملتمس الاستقالة/ الإقالة، والأعضاء (58) حملوه على الأكتاف في دورة (العمارية العادية) بسحب الثقة منه عبر قرار الإقالة !!! إنه المكر السياسي بذاته، فلا ثقة في الفصائل السياسية المتحابة اليوم، حتى ولو تعاهدوا على (المعقول… والشفافية).
سقط الرئيس وحيدا، دون أن يتضامن معه رفقاء (رفيقات) الأمس من المكتب الذين كانوا له السند الأساسي والحضور الملازم !!! اليوم، ينتهي زمن الدكتور جواد بحاجي مُحدثا رجة محلية حتى في توقيت وضع استقالته وإقالته. وغدا ستبدي لنا الأيام ما كنَّا نجهله، وتظهر (التماسيح والعفاريت) لاقتناص في التَّسْييد والصفة والمهام (السيد الرئيس المحترم الجديد….؟؟؟).