نعيش اليوم في عالمٍ لا يخلو من السلبيّات، وتنتشر فيه الظواهر التي تتنوّع ما بين اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ وغيرها، ولعل الإدمان على المخدرات أحد أبرز الظواهر التي يشهدها هذا العالم على اختلاف دوله ومناطقه، فالإدمان أصبح لا يعرف عمراً، ويعتبر من المخاطر التي يتعرض لها الإنسان؛ ذلك أنّه يهدّد الحياة بشكلٍ مباشر، وفي أحيانٍ كثيرةٍ قد يؤدي إلى الموت وانتهاء الحياة، والإدمان كمفهومٍ يعني: تعاطي أو تناول المخدرات بأنواعها المختلفة من هيرويين وكوكايين وأفيون وحبوب الهلوسة وغيرها، مما يترك الإنسان ضعيفاً وغائباً عن الوعي لفترةٍ زمنيةٍ معينةٍ تاركةً إياه يعيش لذةً وهميةً وسعادةً كاذبة، وتاركةً له عقلاً وجسداً مشوّهين وضعيفين، وفي هذا المقال سنتحدث عن انواع المخدرات أسباب الإدمان على المخدرات ونتائجها وأبرز الطرق والنصائح للتخلص من هذه المشكلة والتغلب عليها.
أنواع المخدرات
الحشيش
الحشيش، أو القنب، أو الماريهوانا هو من أكثر المخدرات انتشاراً في العالم، ويُطلق على الرانتج آي الذي يُفرز من الثمرة المزهرة لبنتة القنب التي يميل لونها إلى الأخضر، والحشيش إمّا أن يكون على شكل كتل، أو أن يتمّ مزجه مع مادة الشمع كالحشيش المغربي والباكستاني، ومنه أيضاً البانجو، أو ما يُسمّى بالماريجوانا، وتنتج بعد تجفيف ودق أوراق النبات
القنب
هو عبارة عن شجرة حولية شديدة الرائحة تنمو في المناطق البرية في مناطق متعددة من العالم، ولا توجد أي منطقة في العالم لا تنمو فيها، ذات أوراق لزجة، وذات لمعان، وضيقة تتجمّع على شكل مروحي، مُغطاة بشعيرات قصيرة، ويستخرج راتنج الحشيش من الأوراق.
الكوكا
هي شجيرة ذات أوراق حمراء، تُزرع في مناطق البيرو، وبوليفيا، وكولومبيا، وهذه الشجرة يجب أن تتوفر لها الظروف المناخية المناسبة، فهي لا تنمو إلا على درجة الحرارة خمس عشرة إلى عشرين درجة، ويصل ارتفاعها إلى متر ونصف، ومن أنواعها الكوكايين، والكراك هو عبارة عن الكوكايين المقطر بالتكسير
القات
هي شجيرة صغيرة معمرة، ذات أوراق دائمة الخُضرة، يصل ارتفاعها إلى متر أو مترين تقريباً، كما وتُزرع في أي نوع من أنواع التربة، حيثُ تقاوم الآفات وتقلبات المناخ، وتنمو شجيرة القات في المناطق الجبليّة والرطبة خاصّة في جنوب شرق أفريقيا.
أسباب الإدمان على المخدرات
هناك عدة أسباب تؤدي بالإنسان إلى التعاطي للمخدرات كالبطالة و الفراغ القاتل ، و الإصابة ببعض الأمراض النفسية و الهروب من الواقع ، و عدم القدرة على التحمل و التصدي للمؤثرات الخارجية ، و كثرة الهموم و المشاكل و سوء التربية ، و الانحراف عن تعاليم الشريعة الإسلامية ، و عدم مراقبة القاصرين في الشوارع و المؤسسات التعليمية و بعض أماكن اللعب و التسلية ( البيار و الأنترنيت …الخ ) و كثرة المروجين لها ، ووفرتها في السوق بأثمان مناسبة بسبب سهولة التنقل بين الدول ، ووجود شبكات دولية متخصصة في تهريبها ، هناك أيضا أسباب وراثية التي تتجلى في تعاطي أحد أقارب المدمن للمخدرات ، أو كان قد سبق له أن كان من المدمنين ، و أسباب بيولوجية التي تتضح في استعداد شخص ما للتعاطي للمخدرات أكثر من غيره … الخ .
نتائجها
ـ أـ على الفرد :
للمخدرات أضرار كثيرة على صحة المدمن ، فهي تؤثر على العقل و الأعصاب ، و على الرئة ، و الكبد ،و البنكرياس و القلب ، و المعدة، و الحنجرة، و الأسنان… الخ ، و تؤدي إلى الإسهال، و سوء الهضم ، و فقر الدم ، والضغط الدموي ، و ارتفاع حرارة الجسم .
تؤدي الى ظهور أمراض خطيرة ، كالسيدا خاصة إذا تم استعمال الحقن بشكل جماعي ، و السرطان ، وانفصام الشخصية ، و الضعف الجنسي ، وعدم الثقة في النفس ، و القلق ، وتؤدي إلى الكسل ، و التواكل ، و يحتقر المدمن في البيت و الشارع و في مقر عمله إذا كان يشتغل .
البحث عن المال لشراء المخدرات يؤدي بالمدمن الى قبول الرشوة ، و السرقة ، و الإختلاس ، و الإستدانة و إلى العنف و الإجرام بصفة عامة .
ـ ب ـ على المجتمع :
للمخدرات أثار واضحة على المجتمع ، فهي تؤثر على العلاقات الزوجية ، و تؤدي إلى الرفع من نسبة الطلاق و التفكك الأسري ، و إلى بروز أطفال شوارع ، وولادة أطفال مشوهين ، و إلى الرفع من نسبة بعض الظواهر الاجتماعية كالبطالة ، و البغاء ، و اللواط ، و التسول ، و عدم الاستقرار الاجتماعي ، بسبب توتر العلاقات بين الأسر، و الأقارب ، و الجيران ، مما يؤدي إلى مشاجرات وخلافات قد تؤدي إلى جرائم خطيرة .
المخدرات تؤدي إلى الإخفاق و الهدر المدرسي ، و إلى ارتفاع نسبة الرسوب في صفوف التلاميذ و الطلبة ، و الارتفاع في حوادث السير ، و إلى الزيادة في تكاليف الدولة المخصصة للصحة، و علاج الإدمان ، و المتابعات القضائية و الجنائية… الخ .
الحلول لمواجهة الإدمان على المخدرات
1ـ تمر عملية علاج مدمني المخدرات بثلاثة مراحل :
أـ مرحلة العلاج :
ــــــــ يخضع فيها المدمن إلى علاج سريري مركز ، مع تناول أدوية مضادة للإدمان ، و تحت إشراف أطباء متخصصين ، و يعالج نفسيا أيضا بإشراف من خبراء الطب النفسي.
ب ـ مرحلة الإقلاع:
ــــــــ يتخلص فيها المدمن من سلطة المخدرات، مع الاستمرار في تناول الأدوية المضادة ، و الدعم النفسي ، و العمل على إدماجه في المجتمع عن طريق تعليمه ، وتكوينه ، بإنشاء مراكز خاصة ، ووحدات للعلاج ، بتشارك بين الدولة ، و الجماعات المحلية و القطاع الخاص .
ج ـ مرحلة مابعد الإقلاع :
ـــــــــ تسمى بمرحلة عيش المدمن المعالج بدون مخدر، يكون فيها عاديا كما كان قبل التعاطي له ، مع تشجيعه و العمل على إدماجه في سوق الشغل، أو مساعدته على خلق العمل الذاتي ، و حثه على ممارسة أنشطة أخرى في أوقات فراغه ، كالرياضة و المطالعة و الرحلات …الخ ، لكي لا يعود إلى المخدر.
2ـ احتياطات لابد منها :
يجب و ضع مجموعة من الاحتياطات لمنع انخراط أشخاص آخرين في عالم المخدرات ، عن طريق مراقبة المؤسسات التعليمية، بتشارك بين مدرائها و المدرسين، و السلطات المحلية ، و جمعيات أباء و أولياء التلاميذ ، و المجالس المنتخبة ، و المجتمع المدني ، مع مضاعفة المجهودات لمحاربة الظاهرة، عن طريق تشديد المراقبة على كل من يهربها أو يروجها بين المواطنين، في الشوارع ، و المقاهي ، و الأماكن العمومية ، أو يسهل أو يساعد على ذلك ، واستغلال و سائل الإعلام ، و مواقع الانترنيت ، لتقوم بتحسيس المواطن عن مخاطرها .
مراسلة :محمد لمرابط بلادي نيوز.ما