تعتبر الندوة السنوية لمهرجان الدراما بمكناس مناسبة للتطرق لنقاش ذو طبيعة مهنية ، و يعتبر المجال الدرامي مجال من الآليات للترفيه و التنشئة و مواكبة التحولات الثقافية و الحضرية كما أنه مجال اقتصادي مشغل له مساهمته في التنمية في بلادنا .
وتبقى الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري هي المستثمر المرجعي و الأكبر في هذا المجال .
وفي هذا الصدد حضرت كل من السيدة صباح بن داود و السيد عبد الرحمان أمزلوك و السيد أحمد الردسي لمناقشة تطور الدراما المغربية .
ففي كلمته أكد السيد أحمد الردسي وهو صحفي متخصص بشؤون الثقافة و الفن و التلفزيون أكد على أن الصحفي أو الناقد يهتم أكثر بالنتائج و ما أنتجته هذه الآلية فيما يبقى المنتج أو منفذ الإنتاج و القنوات التلفزية هي الأقرب و الاكثر إلماما بهذه الآلية و مدى فعاليتها و كذلك الصعوبات التي تعترضها ، كما أشار إلى أن لا أحد يمكن أن ينكر أن الدراما التلفزية المغربية عرفت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا من حيث القصص المحكية و كذلك طريقة تنفيذ السيناريوهات و عرضها على الشاشة وهو ما نجد له إنعكاسا و أثرا و تفاعلا مع هذه الدراما من حيث نسبة المشاهدة القياسية على الشاشة و كذلك عدد المشاهدات على الانترنت و المنصات الرقمية المختلفة و بعض هذه الأعمال تلامس قضايا و إشكالات و قيم مجتمعية و تخلق حالات من النقاش مما يدل على حيوية المشهد التلفزي المغربي .
كما أكد على أن الدراما المغربية في السنوات الأخيرة لم تعد فقيرة بل أصبحت غنية من حيث جودة الصورة و الإضاءة و الملابس و الديكور و الموسيقى والتي تشكل مصدر إغناء للدراما المغربية .
و من جهة أخرى فقد أكد على أن المرأة المبدعة قد سجلت حضورا لافتا في السنوات الأخيرة في صنف الدراما من حيث الكتابة أو الاخراج .
ولا ننسى مساهمة الدراما المغربية في الترويج و التعريف بالمغرب بتعدده اللغوي و الثقافي و المجالي و تاريخه العريق .
بالنسبة للمداخلة الثانية في الندوة فكانت للسيد عبد الرحمان أمزلوك رئيس قسم الإنتاج الدرامي بشركة صورياد القناة الثانية حيث أكد على أن تجربة القناة في المجال الدرامي بدأت لما يقارب 24 سنة و قد كانت من قبل قناة خاصة و كانت تنتج الاخبار و البرامج الحوارية و الثقافية بالإضافة إلى برامج أجنبية مقتناة ، و في سنة 1996 تحولت لقناة عمومية و بدأ التفكير في الإنتاج الدرامي كإستجابة لطلب الجمهور خاصة في شهر رمضان و كانت سلسلة “عيش نهار تسمع خبار” أول تجربة ستكوم سنة 1999 من إنتاج داخلي و من بعدها كانت الانطلاقة الفعلية سنة 2000 عبر إنتاج مجموعة من الأفلام التلفزية قام بإخراجها مجموعة من المخرجين حسن بن جلون ، داوود ولاد السيد ، وحكيم النوري و غيرهم من المخرجين السينمائين ، بالإضافة إلى ستكوم ” لالة فاطمة ” الذي لقي نجاحا كبيرا .
ولا ننسى أهم الأعمال الدرامية و الكوميدية الناجحة التي أنتجتها القناة الثانية في السنوات الأخيرة .
وتعتبر القناة الأولى و القناة الثانية هما الممولان الرئيسيان للإنتاج الدرامي بالمغرب ، و دعى السيد عبد الرحمان أمزلوك إلى تشجيع المبادرة الخاصة على خوض مجال الإنتاج الدرامي الوطني بما أن الشركات الوطنية و القنوات العمومية هي التي تبقى حاليا المستثمر المرجعي و الرئيسي في هذا المجال .
بالنسبة للسيدة صباح بن داود و هي صحفية بالشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة و التي أكدت على وجوب إعطاء البناء التاريخي للدراما التلفزيونية بالمغرب و التي بدأت مع بداية التلفزيون المغربي ، و في العشرين سنة الأخيرة كان هناك تطور في خط تصاعدي ساهم فيه الجميع و كانت الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة كحاضنة لهذا التطور و مؤمنة و فاعلة له بمعنى أن الإعلام العمومي يضل هو الطريق الوحيد الموجود الان أمام المتلقي المغربي لكي يرى صورته المجتمعية عبر الدراما التلفزيونية .
و أكدت السيدة بن داود على أن شركات الإنتاج المغربية يجب أن تتجرأ على الإنتاج حتى تتجاوز مرحلة أن التلفزيون المغربي العمومي هو فقط الذي يقوم بتمويل الدراما لأن التلفزيون المغربي عنده مهام أخرى مطالب بها كتغطية الأحداث السياسية و الرياضية .
و من جهة أخرى فقد أشارت إلى أن صاحب العمل و كاتب السيناريو و المخرج و الممثلين يحتاجون إلى دعم من نوع اخر و هو الوقوف نقديا إلى جانب هذه الأعمال ، و أكدت على أن الدراما تعتبر عنصرا أساسيا في استراتيجية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، و في نهاية المطاف فمهما كانت الملاحظات يضل حماس المشاهد المغربي قويا جدا اتجاه المنتوج الوطني .
و في اخر الندوة تم فتح النقاش للقاعة بمشاركة السيد سعيد نافع و السيد حسن الصميلي و السيدة زكية الطاهري و السيد محمود بالحسن مدير المهرجان للحديث حول الدراما المغربية بصفة عامة .
مراسلة : دنيا البغدادي بلادي نيوز