مكناس، عاصمة المولى إسماعيل، تجسد تاريخاً حافلاً بالحضارة والتراث، إلا أنها تتوقف اليوم عند مفترق طرق مصيري. تحت عنوان “بين الأمس واليوم: مكناس إلى أين”، اجتمعت أعقول فكرية في المعهد البلدي للموسيقى بالعاصمة الإسماعيلية لاستكشاف مسار المدينة وتحديد معالم مستقبلها.
بالرغم من تاريخها العريق، تواجه مكناس اليوم تحديات جسيمة، بدءاً من التراجع الاقتصادي والاجتماعي، وصولاً إلى ضياع جزء من هويتها الثقافية والحضارية. هذه التحديات تطرح تساؤلات حول مستقبل المدينة وإمكانية استعادة بريقها وريادتها في المشهد الوطني والدولي.
في هذا السياق، أشار الحاضرون إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل مكناس. السيناريو الأول يتجاهل التحديات ويؤدي إلى تدهور مستمر وتهميش للمدينة، بينما السيناريو الثاني يتمثل في تعقيدات الصراع الاقتصادي والاجتماعي، مما يهدد بتحول المدينة إلى كيان مريض ومستهلك للموارد. أما السيناريو الثالث، فهو يرسم آفاقاً مشرقة لمكناس، حيث يرى فيها الحاضرون فرصة للتجديد والتطوير، وتحقيق مكانتها كمحور اقتصادي وثقافي متميز.
وفي ضوء هذه النقاشات، دعا المشاركون إلى العمل الجاد على إيجاد حلول جذرية تعيد إشعاع مكناس وتعزز دورها الريادي في التنمية المستدامة. وأكدوا على أهمية تشكيل لوبي متعدد القطاعات، يضم السياسيين ورجال الأعمال والمثقفين، لتحقيق التوافق وتشكيل رؤية موحدة لتحقيق مستقبل مزدهر لهذه المدينة العريقة.